الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الذهاب للطبيب النفسي يؤدي إلى الجنون؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أنا صاحبة الاستشارة رقم: ( 2141384 )، وقد أفدتموني بأن أذهب لطبيب نفسي، ولكن أمي ترفض، وتقول بأن الطبيب النفسي سوف يأتي لي بالجنون!!

كنت غير موظفة فتوظفت ولكن أمي أيضا ترفض الوظيفة بسبب خوفها علي!! فتركت الوظيفة وأحاول إشغال نفسي بقراءة القرآن، ولكن التفكير يلازمني، والآن أعاني من التفكير الكثير والخوف من الموت والخوف من الجلوس بمفردي،
ولا أريد التحدث مع أي شخص ولا أريد الجلوس في المنزل، وأنا سريعة الغضب، ولدي ضيق شديد بالتنفس وخفقان.

كنت لا أنام بالليل، والآن أنام الليل وأخاف نوم الظهر!!

أتمنى مساعدتي، وجزاكم الله خيرا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همس احمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

علة الخوف هي جزء من القلق النفسي الذي قد يصيب الناس وهو كثير جدا في مرحلتك العمرية هذه، وإن شاء الله تعالى تكون علة عابرة، والدتك رفضت ذهابك إلى الطبيب النفسي، أرجو ألا تلوميها على ذلك؛ فهنالك مفاهيم كثيرة خاطئة عن الطب النفسي وإن كان الأن الامر قد تغير جدا وأصبح الكثير من الناس يقبلون على الطب النفسي؛ لأن الطب النفسي أصبح بالفعل يقدم الكثير من الآليات العلاجية الممتازة.

يمكنك أن تحاولي مع و الدتك مرة أخرى، ولا تقولي لها فقط أنا أريد أن أذهب إلى الطبيب النفسي، قولي لها يا أمي أنا أعاني من القلق، ومن الخوف، وخاصة الخوف من الموت، وأني لا أستطيع أن أجلس لوحدي، لدي ضيق شديد في التنفس، لدي تسارع في ضربات القلب واضطراب النوم، لدي الأحلام المزعجة، وهذا كله قد يكون سببه شيء نفسي بسيط، فلماذا يا أمي لا تذهبين معي إلى الطبيب النفسي؟

قولي لها هذا، ومن خلال ذلك إن شاء الله تعالى يمكنك إقناعها، وحاولي دائما أن تتحدثي عن الأعراض التي تعانين منها لمن تثقين به من الناس، كأخواتك وصديقاتك؛ لأن هذا فيه نوع من التنفيس النفسي الكبير، وفي ذات الوقت حاولي أن تشغلي نفسك وتصرفي انتباهك، وذلك من خلال التركيز على الاطلاع والقراءة، وكما تفضلت؛ تدارس القرآن الكريم وتداوله فيه خير كثير للإنسان وانضمامك لأحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم، هذا سوف يكون فيه تواصل اجتماعي جيد وممتاز، وفي نفس الوقت يحسن من تواصلك الاجتماعي، بجانب الأجر العظيم والوفير من الله تعالى لقارئ القرآن، وهذا - إن شاء الله تعالى - يكسر حاجز الخوف هذا.

أما ما تعانينه من قلق، فحاولي أن تكون لك مشاركات فعلية في أنشطة الأسرة، ولا تجلسي وحدك أبدا! ابذلي أقصى جهدك لتبري والدتك، وتكوني مشاركة لها في أعمال المنزل، شاركي وساهمي بآرائك وأفكارك وأفعالك، وهذا يجعلك إن شاء الله تعالى تحسين بأنك بالفعل إنسان فعال، وحين يشعر الإنسان بفعاليته وفائدته لنفسه وللآخرين، فهذا يشعره بالرضا والاسترخاء الداخلي.

سرعة الغضب تعاملي معها من خلال ما ورد في السنة المطهرة، أولا: عبري عن نفسك وتذكري أن الغضب هو انفعال سلبي جدا يضر بصاحبه وكذلك بالآخرين، غيري مكانك، غيري وضعك حين تغضبين، اتفلي ثلاثا على شقك الأيسر، توضئي لأن نار الغضب تطفأ بالماء من خلال الوضوء، ويا حبذا لو تعودت وصليت ركعتين أيضا.

هنالك ما نسميه بالتنفيس النفسي، وأنا أوصيتك بأن تتحدثي لمن حولك، والتنفيس النفسي يتم من خلال أن يعبر الإنسان عما بداخله لمن يثق به، وفي ذات الوقت لا يكتم ولا يحتقن، حتى الأمور البسيطة غير المرضية لا بد من الكلام والتحدث عنها؛ ليفرغ الإنسان ما به ويتخلص تماما من الاحتقانات النفسية، هنالك تمارين الاسترخاء ( 2136015 ) وهي جيدة ومفيدة جدا، فاحرصي عليها.

كوني حريصة جدا على أذكار النوم (277975) فهي تؤدي إلى السكينة والطمأنينة والنوم الجيد، ولا تركزي على نوم الظهر على حساب نوم الليل فهذا نوم ليس بجيد لمن هم في عمرك، ويحرمك من النوم الليلي اللطيف، كما أرجو ألا تشربي الشاي أو القهوة أو البيبسي أو الكولا أو الشوكولاتة ليلا؛ لأن هذه من المؤثرات والموقظات التي قد تؤدي إلى القلق وحتى الخفقات واضطراب النوم.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، واسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً