الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نقص في الوزن وجسم ضعيف وآلام في الصدر.. ما أسبابها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا أمارس العادة السرية بشراهة مثل الشراهة في الطعام، وأحس أن جسمي بلا قوة، وعندي نحافة زائدة، وأحس بآلام في عظام الصدر، هل للعادة السرية دور في كل ما ذكرتُ؟ وما العلاج؟

وشكرًا، وأسأل الله أن يوفقكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي زيدان .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

ولدنا سامي: هناك كثير من الأشياء الواجبة إذا فعلناها وأقدمنا على فعلها فإنها تشغل النفس عن التفكير في الجنس وفي العادة السرية.

فأين الوقت لخطط المستقبل؟ وأين وقت المذاكرة والقراءة والاطلاع؟ وأين وقت تحمل المسؤولية تجاه الوالدين ومساعدة الإخوة الصغار في الواجب المدرسي؟ وأين وقت ممارسة الرياضة والاشتراك في النادي، ولعب لعبة جماعية تفرغ فيها طاقتك، وتتعامل مع اللاعبين والمدرب، وتتفاعل مع الآخرين؟ وأين وقت المسجد للصلاة، وورد القرآن، وحفظ ما تيسر من القرآن؟ وأين وقت الأسرة والاجتماع على الغداء والعشاء؟ وأين وقت التليفزيون والراديو، والتعرف على أحوال الناس من حولنا؟ ألا ترى الفيضانات في بلاد! والقتل والتشريد في بلاد أخرى! والفقر والجوع في بلاد أخرى!

إذن إذا شغلت وقتك –ابني سامي - بواجباتك، وأديتها على أكمل وجه فلن تجد وقتًا لتنفرد بنفسك، ولا تجد وقتًا لتنفرد بالكمبيوتر والمواقع المهلكة، والممارسة لهذه العادة بتكرار، وكأن الحياة توقفت على هذا الفعل، ولم يعد عند الإنسان ما يقوم به، ولن يمل الشيطان من غوايتك، بل هذه هي وظيفته الأساسية، وعلى ذلك أخذ العهد والمواثيق أمام الله.

فاحذر الشيطان ومن غوايته لك، والمسألة هي اختبار وامتحان؛ لأن سلعة الله غالية، وسلعة الله الجنة، وكلما صليت وأديت ما عليك من فروض وواجبات تصاغر الشيطان، واضمحل وهزم.

وأنت -يا بني- في عمر الزهور، وأمامك عشر سنوات - إن لم يكن أكثر- على مشروع الزواج، فهل رتبتَ حياتك على هذا الوضع؟ أم تحتاج إلى مجاهدة منك لشياطين الإنس والجن حتى لا تنتهي الحياة بمأساة أنت في غنى عنها؟

وعليك بالطعام الصحي؛ لأن أكل المطاعم والوجبات السريعة غير مفيدة صحيًا، وتؤدي إلى ضعف الدم، والشعور بالإرهاق والكسل والخمول، والآلام في عظام الصدر بسبب ضعف الدم، وبسبب نقص فيتامين D، المسؤول عن تكوين العظام وترسب الكالسيوم. لذلك عليك بتحليل صورة دم كامل لتحديد إذا كنت تعاني من فقر الدم، وأخذ الفيتامينات والحديد حسب نتيجة التحليل. وعليك بتناول كبسولات فيتامين D، وتناول أقراص كالسيوم، وتناول منتجات الألبان لتقوية العظام.

واعلم المعصية – ومنها العادة السرية - تطفئ نور الوجه ونضارته، وتورث الخجل والإحساس بالذنب والتقصير، وتورث فقدان الثقة بالنفس، وتؤدي إلى الإنطواء على النفس، وكره الاختلاط بالآخرين، وتورث الخوف من المجتمع، وعدم القدرة على قيادة فريق.

لذلك جاهد نفسك، واشغلها بما ذكرت لك سابقًا، والجأ إلى الله، وهو كفيلك - إن شاء تعالى – وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، لكن المشكلة في التمادي في الذنب، وهناك كثير من الاستشارات تكلمت عن هذا الموضوع، ويمكنك الاطلاع عليها، والاستفادة منها.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق حمدي النعيمي

    بارك الله بيك اخي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً