السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أحب أن أهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم وعلي الأمة الإسلامية بخير، وأحب أن أشكركم على مجهوداتكم الرائعة، جعلها الله في ميزان حسناتكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاماً، أدرس في كلية ذات مكانة جيدة ولله الحمد، ولكن لي مشكلة تؤرقني وتحز في نفسي أوقاتاً، وتشعرني بالإحباط كثيراً من الوقت، حتى صرت أفكر أن اليأس هو أحد الحلول لراحة البال، وأن أتقبل الأمور كما هي، ولكني أرجع وأرفض هذا المنطق، خاصة أن لي أهدافا وأحلاما وطموحات كبيرة، لا أعرف هل قدراتي تؤهلني لمثلها أم لا؟
رغم الأوقات التي أحس فيها بالأمل، وأسعى لتحقيق أهدافي، يقيدني شيء في نفسي، وهو بعضا من الرهاب الاجتماعي، وبعضا من القلق والخجل، أو عدم الثقة في النفس، والانطباع عن السيء عن نفسي! لا أدري ما هو فعلاً؟!
لا أستطيع مواجهة الناس إلا بصعوبة بالغة، وفي المجتمعات أشعر بالخجل الشديد، وأنتقص من نفسي، وإن كلامي القليل لا يعبر عن شخصيتي الحقيقية التي أريد أن أبرزها، وأريد أن أعيش عليها.
تهرب الكلمات مني، أتلعثم من الخجل، لا أستطيع أن أواجه نظرات الناس أبداً، سطحي للغاية، ولا تخرج شخصيتي التي أنا عليها فعلاً إلا في الكتابة عبر المواقع حين أكتب مقالاً أو أدونه أو أي شيء، أو حتى حين أتحدث إلي شخص عبر الدردشة على الإنترنت، لكن فعلا لا أستطيع أن أواجهه في الحقيقة، حتى إن من تخطيطاتي أن آخذ (كورس كذا وكذا) ولا أقدر أن أذهب، أشعر بالقلق والخوف والخجل، أهرع إلى الأصدقاء لأقنع أحدهم أن يأتي معي، وهذا يعتبر قيداً عظيماً في حياتي، يمنعني من أن أفعل أي شيء سوى الجلوس في البيت، والتحسر على حالي.
حين يكون عندي فكرة أو مشروع معين أو أي شيء لا أستطيع أن أطرحه على الناس، أخشى كل شيء، حاولت كثيراً أن أكسر هذا الحاجز، لكنني فشلت فشلاً كبيراً حتى أصبت بالإحباط، وجاءتني أفكار في نفسي تقول لي إن مثلي شخص معاق، لا يقدر إلا أن يحدث نفسه، ودائرة المعيشة ضئيلة جداً، وإنني لا أصلح أن أعيش تلك الحياة أو أن أحقق هدفاً من أحلامي.
أرجو أن تدلوني، ماذا أفعل؟ أنا حقا سئمت نفسي هكذا، أنا لست كذلك، ولكنني حاولت ولم أنجح، أريد أن أتغير فعلاً، أريد أن أحقق حتى ولو شيئا يسيراً من أحلامي.
شكراً جزيلاً لكم على الاستماع.