السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في الـ 23 من عمري, تعرفت منذ فترة على شاب من موقع الفيس بوك, وهو من غير جنسيتي, أي أن كلا منا يعيش في بلد.
كانت العلاقة في البداية عادية جدا، كانت معظم أحاديثنا ونقاشاتنا تدور حول مواضيع اجتماعية, وبمرور الوقت أخبرني بأنه معجب بأخلاقي, وبعقلي, وبطريقة تفكيري, وصرنا نتحادث كثيرا, وأخبرني بأنه تعلق بي جدا, ولا بد أن يحادثني يوميا.
لم أبادله الشعور في البداية, لكن شدني فيه حسن أخلاقه, وشدة ذوقه ولطفه, وروعة كلامه, واهتمامه الدائم بي, كان دائم التلهف للحديث معي, وأخبرني بأنه أحبني, وأنا أيضا بادلته نفس الشعور, خصوصا بعدما رأيت حسن خلقه, واهتمامه بي.
تطور الأمر, ووافقت بعد إصرار منه أن أعطيه إيميلي الخاص, ورقم هاتفي, صرنا نتحدث لساعات وساعات عبر برنامج الماسنجر, تعلقت به جدا, وأخبرني أنه سوف يتقدم لخطبتي بعد أن يحصل على وظيفة, فهو كان متخرجا حديثا من الجامعة.
كان يلح أن يرى صورتي, لكنني كنت أرفض, وأقول له أنني أحتاج لأن أعرفك أكثر, وبعد مرور 3 أشهر من تعارفنا؛ وفي يوم ونحن نتحادث على الماسنجر طلب مني الصورة أيضا ورفضت, عندها غضب, وفقد أعصابه, وقال إنه لن يستطيع الصبر, وأن نفسيته تعبت؛ لأنه لم يراني, عندما رأيت حاله توترت جدا, وخفت عليه, وأسرعت وقمت بإرسال صورة وحيدة كانت على جهازي, لم يظهر في الصورة سوى وجهي لكنني لم أكن مرتدية للحجاب, أعجب بها لكنه قال لي: بأنه استغرب من عدم لبسي للحجاب في الصورة! أخبرته لأنني توترت عندما رأيت حالتك, لذلك أسرعت وبعثت الصورة التي كانت على الجهاز, طلبت منه أن يمحيها, وطلبت منه أن يقسم بذلك, فغضب وقال لي: لماذا لا تثقين بي؟
بعد عدة أيام لاحظت أنه تغير معي جدا, وعندما سألته أخبرني بأنها ظروف عائلية صعبة يمر بها, وأحيانا يقول بأنه مشغول, أصبح لا يسأل عني, ولا يهتم, ولا يدخل النت, وحتى إن دخل يقوم بعدة نشاطات, ولكنه لا يفكر بالسؤال عن أحوالي, وعندما كنت أعاتبه كان يتذمر, ويخبرني بأنني حساسة, ولا أراعي ظروفه.
استمر على تلك الحال أكثر من شهر, بعدها فقدت أعصابي, وأرسلت له رسالة قلت فيها خذلتني, ولعبت بمشاعري؛ لتملأ وقت فراغك فقط, بعث هو الآخر برسالة وقال بأن كلامي فارغ, ولن يكلف نفسه ويرد عليه, وأنه عندما رأى ردة فعلي تجاه ظروفه اختنق مني, وأعاد التفكير بعلاقتنا.
حذفته من قائمة أصدقائي, وانقطعت عنه أكثر من شهر, كنت أحاول نسيانه, ولم أستطع, تعبت جدا, وكنت دائمة البكاء, وفي يوم أرسلت له رسالة أخبرته بأنني أفتقده وأحتاجه, عاد إلي لكنه ما زال متغيرا ومتجاهلا لوجودي, وأصبح قاسٍ, وأسلوبه فض جدا, وكان دائما يجرحني بسوء تعامله, واختفى لطفه وذوقه الذي عهدته منه.
كنت دائما أسأله لماذا لا تعود كما كنت؟ كان كل مرة يقدم عذرا جديدا, فتارة يخبرني لأنه لن يستطيع رؤيتي ومحادثتي متى شاء؛ لأننا في بلدين مختلفين, ومرة يخبرني لأنني لم أثق به عندما طلبت منه أن يقسم أنه مسح صورتي بعد رؤيتها, وأن كلمتي هذه هدمت الكثير في العلاقة, وتارة يخبرني أن ما نفعله حرام؛ لذلك هو غير موفق في حياته, وفي المرة الأخيرة أخبرني بأن مستقبله مجهول, ولا يريد أن يربطني به, فهو لن يستطيع, ولن يفكر بالارتباط إلا بعد مرور 7 سنوات؛ لأن لديه مسؤوليات تجاه أهله ( رغم أنه أصغر إخوته), وأنني لن أنتظره تلك المدة, وهو لا يريد أن يدمر مستقبلي؛ لأنني فتاة سأكون كبرت في العمر, وهو شاب مهما صار عمره يمكنه أن يتزوج أي فتاة.!
أخبرته بأنني سأنتظره العمر كله, وأنا متفهمة وراضية بوضعه, فقال لي هو غير راض, وهذا يكفي, صدمني كلامه, والآن لم أحادثه منذ 10 أيام, وهو لم يسأل.
عادت إلي الكآبة, وأحيانا تصيبني نوبات بكاء طويل, متحيرة جدا في أمره, ولا أدري سبب تغيره بالضبط, ولماذا القسوة وسوء المعاملة.
أرجوكم أرشدوني, فقد تغيرت حياتي وأحوالي, ولم أستطع نسيانه, هل فعلا كان يعبث بمشاعري ويملأ وقت فراغه؟ أعلم أنني ارتكبت ذنبا بمحادثته, وإعطائه صورتي, وصرت أستغفر ربي كثيرا, وأحيانا أدعو عليه لأنه عذبني جدا, وأشعر بأنني أهنت كرامتي, وخنت ثقة أهلي, فماذا أفعل؟ كيف تفسرون تصرفاته؟ فأنا عجزت عن فهمه وتفسيره.
أرجوكم ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟