السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه الأيام أعيش لحظات ما بين الندم وتأنيب الضمير والبكاء، هل هذا الذي يحدث قدري، أم أن السبب كسلي وفشلي في التحكم في نفسي، والوقت الذي أضعته وأصبحت أقول، هل هذا أنا؟
والقصة أنني طالب في كلية عملية في الفرقة الرابعة، وعمري عشرين عاما، والمشكلة تبدأ عندما كنت في الفرقة الأولى وضعت لنفسي هدفا أن أكون معيدا في كليتي، وأتنقل في العلم حتى أخدم الإسلام والمسلمين، وفى الفرقة الأولى حصلت على جيد، وقلت لا بأس وهكذا، ولكني كنت أمل وأكسل أحيانا وأذاكر أحيانا، وهكذا تكرر معي في الفرقة الثانية، والثالثة وكل مرة في هذه السنين الثلاث أحاول أن أتفادى خطأي في المرة السابقة، ولكني أتفاداه في فترة معينة، ثم أرجع ثانيا بسبب الكسل، وكل مرة كنت أحاسب نفسي، ولكن بلا جدوى إلى أن وصلت في هذا العام إلى الفرقة الرابعة، وشعرت أن السنين التي ذهبت من عمري لم أفعل شيئا وتقديري التراكمي جيد، واسترجعت ذكرياتي وتألمت لأنه كان هناك بيدي الذي أفعله لأحقق هدفي، ولكني لم أفعله.
الله -سبحانه وتعالى- رزقني الذكاء والهيبة والشطارة ومحبة العلم، ونعم لا تعد ولا تحصى، ولم أوفي حقها في أن أستعملها لأصل لمكان أعلى وأخدم الإسلام والمسلمين، نعم أعرف خطأي وأعلم (أن ما أصابني لم يكن ليخطئني وأن ما أخطاني لم يكن ليصيبني) ولكني أشعر بالذنب بسبب أنى مقصر في حق الله وحقي الوالدين، ورغم كل هذا فلا مكان لليأس في حياتي.
ومع بداية كل عام كنت أقول أخطاء الأعوام الماضية لن أكررها إن شاء الله، وأحاول أن أصل لتقدير أعلى، ويكون نيتي إرضاء الله عز وجل، ولكن المشكلة عندما أخطط لهدف آخر يروادني الكسل والفشل في الماضي، وأقول في نفسي عندما وضعت هدفا، وأن أكون معيدا، ولم أحققه، فلن أستطيع تحقيق هدف آخر! هذه هي المشكلة التي تواجهني الآن الندم والشعور بالذنب، وعلى الرغم من ذلك أحاول أن أصلح من نفسي وأقول لعله خير، وأعتبرها دروسا أتعلمها من الحياة لمستقبل أفضل.
والمشكلة أنني لا أستطيع النسيان، وكلما هممت بعمل شيء جديد أتذكر التقصير وكسل الماضي، وما كان بيدي لكن في هذه الأيام أحاول أن أتفادها، وأغير من نفسي ووضعت هدفا جديدا وأسع إليه أن أكون عالما في مجالي ليرضى الله عنى، وأتمنى أن يجعلني من أولو العلم الذين وصفهم في القرآن الكريم على الرغم أن الظروف التي أمر بها الآن لا توحي بذلك، ولكني أعلم يقينا عندما أسع بصدق سيوفقني الله عز وجل مهما كانت الظروف وعندي أمل بالله أن هذه المحن ستتحول إن شاء الله إلى منح، ولكن أرجو مساعدتي في وضعي الآن والنصائح والحلول، وهل أستطيع أن أحقق شيئا عظيما على الرغم مما بي من فشل في هذه المشكلة التي أمر بها إلا أنني أخبرتكم بمشكلتي لأنكم أهل علم.
وسامحوني على الإطالة، وأدعو لي بأن يرزقني الله العلم، وأن أكون ممن يرفع شأن الإسلام وإظهار كلمة الحق بالعلم، وأن يخرجني الله مما أنا فيه.
وشكرا.