الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بتحسن مع علاج الوسواس وأتعرق كثيرا.. فهل أستمر العلاج؟

السؤال

السلام عليكم رحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 17 سنة، بدأت معي حالة اكتئاب لا أعرف من أين جاءت، وكانت أعراضها ضيق في الصدر، وإرهاق عند عمل أي مجهود حتى لو كان صغيرا؛ مما أدى إلى أنني أحسست أن ثقتي بنفسي انعدمت، ولم أهتم كثيرا بالأمر، وتركته حتى تطور معي إلى وسواس، ومن هنا بدأت رحلة علاجي، ذهبت إلى الطبيب ووصف لي لوسترال بجرعة حبة ونصف من الـ50 ملم والفافرين بجرعة 100 ملم في اليوم، فهل هذا العلاج مناسب لحالتي؟

أشعر بتحسن ولكني أتعرق كثيرا، فهل أستمر على هذا العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

القلق النفسي يتجسد في شكل أعراض جسدية مثل الشعور بالضيق في الصدر، في مثل عمرك القلق كثيراً ما يكون مرتبطا بمزاج اكتئابي؛ لذا البعض يفضل أن يسمي هذه الحالات بالقلق الاكتئابي البسيط، ويجب أن أؤكد لك أنه بسيط؛ لأن هذا مهم جداً من الناحية العلاجية.

معرفتك بأن حالتك ليست خطيرة وأنها -إن شاء الله تعالى- تكون عرضية، وأنه سوف تجتهد في أن تكون إيجابياً في حياتك فلا تستكين ولا تستسلم هذا مهم جداً.

الاكتئاب الحقيقي العميق يتصيد الناس من خلال التكاسل، وافتقاد الدافعية والاستسلام له، أنت -الحمد لله- لديك طاقات نفسية وجسدية ممتازة جداً لابد أن تستغلها وتستفيد منها.

الوساوس في مثل عمرك تكثر، والوساوس ليست مستغربة؛ لأنها جزء من القلق النفسي.

ومن ناحية العلاج الدوائي أعتقد أن الطبيب قد أحسن بإعطائك أدوية فعالة جداً وممتازة جداً، وأعتقد أن الطيب قام بإعطاء دواءين لأنه يريد أن يعجل بالشفاء.

لا تنزعج هذه الأدوية سليمة، وموضوع التعرق قد يكون هو أحد الآثار الجانبية التي تنتج من هذه الأدوية، وهذا الأثر الجانبي دائماً يكون مؤقتا، وإن استمر معك التعرق، فأعتقد أن التواصل مع الطبيب مهم، وذلك حتى تخفض جرعة الدواء خاصة اللسترال، وربما تكون حبة واحدة كافية جداً بالنسبة لك؛ لأن جرعة الفافرين التي تتناولها هي جرعة ممتازة جداً.

شعورك بالتحسن هذا- إن شاء الله تعالى- يستمر وهذا مبشر جداً، واستمرارك على العلاج مهم، بعد أن تكمل الفترة العلاجية حسب ما يحدده الطبيب، يجب أن تنتقل لفترة وقائية، وهذه ربما تحتاج فيه لدواء واحد، وليس لدواءين، وهذا مهم جداً لتنظم حياتك، ومهم جداً أن تكون متفائلا -وإن شاء الله تعالى- أمامك مستقبل مشرق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب laila

    خمس قواعدأفادتني لعلاج الوسواس

    موقع الفقه الإسلامي: الرياض

    بين الشيخ سعد الشثري أنواع الوساوس فقال: هناك وساوس تكون في أمور عقدية وهناك وساوس تكون في أمور الطهارة وهناك وسواس في أمور الصلاة وهناك وساوس في أمور البيع والشراء وهناك وساوس في بقية العبادات من صيام وحج وزكاة وهناك وساوس متعلقة بالطلاق والحياة الزوجية إلى غير ذلك من أنواع.

    جاء ذلك في معرض الرد على سؤال عن الوسواس القهري، خلال برنامج يستفتونك الذي يقدمه الأستاذ عبد العزيز الشبانة وحل فيه الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري ضيفا وأذيعت في 18 / 5 / 2013.

    ووضح الشيخ أن هناك خمس قواعد لعلاج الوسواس فقال:

    من كان من أصحاب الوسواس يسجل هذه القواعد الخمس حتى يتمكن من علاج نفسه:

    • أول هذه القواعد أن تعرف هذه الوساوس ما دامت مجرد وسواس فإنها لا تضرك ولا تؤثر عليك بشيء إذا لم تعمل بها أو تتكلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم» .

    • القاعدة الثانية: أن لا تفعل أي فعل أو تقول أي قول بسبب هذا الوسواس؛ فلا تستجب لهذا الوسواس بأي استجابة حتى ولو كانت الاستجابة المضادة يعني دفع الوسواس هذا لا تبذل فيه شيء وإنما اتركه وأهمله ولا تلقي له بالا، وبالتالي يعالج الله عز وجل هذا الوسواس، قد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أو أمر من جاءه مثل هذه الوساوس بأن ينتهي – أي يقف - ولا يستجيب لهذا الوسواس بأي كلمة حتى في مجابهته حتى في الاستجابة له؛ عندك وسواس في الطهارة وتطهرت لا تعيد الطهارة مرة أخرى، واعرف أن إعادتك للطهارة حرام تأثم به، عندما يأتي الأخ وسواس بالنسبة لخلق الإنسان من النطفة نقول لا تستجب له بأي استجابة، وحتى البحث وحتى النظر وحتى... انته ولا تلتفت إليه حتى ينقطع عنك مثل هذا الوسواس، عندما يأتي بعض الناس وسواس في البول؛ فيظن وقعت بول أو ما وقع يفتش سرواله في كل لحظة، فنقول لا أنت آثم بهذا التفتيش، أنت عاص لله عز وجل؛ لأنك ما فتشت إلا بأمر من الشيطان؛ فتفتيشك هذا طاعة لعدوك الشيطان؛ تأثم به، إذن القاعدة الثانية الانتهاء وعدم الاستجابة للوسواس بأي نوع من أنواع الاستجابة.

    • القاعدة الثالثة: شغل الإنسان لوقته بما يعود عليه النفع من أعمال أخرى غير الاستجابة لهذا الوسواس؛ رتب برنامجك اليومي، اجعل لك وردا، اجعل لك زيارات للناس، اجعل لك ذهاب وإياب وأشغل نفسك في جميع أوقاتك من أجل أن لا يكون لهذا الوسواس مجال في قلبك.

    • الأمر الرابع الاعتصام بالله عز وجل الشيطان الذي وسوس في قلبك خلقه الله، والله جل وعلا قادر على أن يدفعه عنك وأن لا يمكنه من إلقاء الوساوس في قلبك، وبالتالي اعتصم بالله {وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً