السؤال
نعيش في غربة, في مدينة مغلقة بعيدة كل البعد عن ضوضاء المدينة، مما يعني أن أهلها متعارفون.
كانت عائلتنا في راحة وسلام وأمن واستقرار حتى حلت علينا المصائب من حيث لا نحتسب تماما، فالنعم التي كانت دائما موجودة، ونعمنا بها لسنين تغيرت تماما اليوم، فالبيت الذي عشنا فيه أكثر من 8 سنوات أخذ منا مما أدى لرحيلنا لبيت أصغر وأغلى، ومن ثم تدني مستوى أخي الدراسي، واكتشافنا أنه يدخن، وأن أصدقاءه أصدقاء سوء، حتى وصلت حالته لرسوبه وهو في السنة المصيرية الأخيرة.
عمل أبي أصبح أكثر إجهادا له، وأقل مكسباً، ونحن في حاجة للمال من أجل أخي.
وأمي تغيرت أيضا ظروف عملها وأصبحت أسوأ، وأختي التي بدأت سنتها الجامعية -ولله الحمد- تفجأنا بتغير رسوم الدفع (أصبحت بزيادة) لأول مرة هذه السنة منذ أربعين عاماً.
وبالطبع العديد من المصائب التي أصبحت تنزل علينا من كل ناحية، هل يا ترى تلك أمور تافهة لا ينبغي أن أهتم بها, أم أن هناك عظة أو عبرة؟
الحمد لله على نعمة الصحة، ولكن بدأت أشعر أن العالم من حولنا كله يمشي على خطأ, ولو قمت أنت بالصح كرهوك، وندمت على فعله, فها هي أختي تشكو من مشرفتها التي طلبت منها أن تخرج خارجاً، وتغادر السكن كي يخلو السكن، وتستطيع هي أن تخرج، مع أن وظيفتها أن تبقى مع الطالبات، وليس طردهن لراحتها, ويجب على أختي أن تدرس فهي في فترة امتحانات, وحتى عندما أقوم بنصح شخص ما يتصرف بطريقة خاطئة أجد قذفا وإهانة وكرها! فهل نحن في زمن كره النصيحة؟ ولماذا أصبح كل شيء خاطئا؟ وهل عليّ السكوت حفظاً لنفسي؟
أعترف أن كل هذه المشاكل بدأت بعد أن طلبت صديقة أمي من أمي أن تقوم بعمل حفلة صغيرة نسائية لابنتها بمناسبة زواجها في منزلنا وافقت أمي ومقصدها جمع رأسين بالحلال، ومن يومها بدأت المعاناة، أم هي يا ترى مجرد هواجس داخلي؟