السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت قد راسلتكم في مشكلة تأخر الكلام لدى ابني البالغ سنتين ونصف، استشارة رقم (2178454) وقد تفضل الدكتور مبيض بالإجابة مشكوراً، لكن فاتني أن أوضح أشياء أخرى عن ابني، ولدي بعض الأسئلة التي لم أجد لها جواباً شافياً في مطالعاتي.

ابني طفل عادي أو هكذا يبدو إلا فيما يخص التركيز والكلام، فهو لا يتكلم لكنه يغني ويدندن معظم الوقت، وهو يلعب أو يستحم مثلاً، ويفعل ذلك بسعادة كبيرة، وقد لاحظت في الآونة الأخيرة أنه بدأ يسمي البسكويت (كاكن)، والشكولاتة (اكنا)، والماء (بما بما بما) كلما رأى هذه الأشياء.

وقد أخبرتكم بأنه ذكي وملاحظ خارق، لكن المفارقة أنه ضعيف التركيز جداً، فهو يفهم الأوامر البسيطة فقط ونادراً ما يعطيني ما أطلبه منه، ولا يستجيب لندائي إلا عندما يريد هو، كما أنه لا يركز إن حدثه أحد، ولا يبالي به إلا نادراً ويبقى ينظر حوله، مما يسبب لي الإحراج مع الناس، لكنه شديد التركيز فيما يخص الألعاب والتلفاز، وكل ما حوله من أشياء وأشخاص بل حتى النمل في الحديقة.

كما لاحظت أنه لا يشير بإصبعه بل بيده كلها، ويقوم بالدوران حول نفسه أو برفرفة يديه عندما تعجبه أنشودة على التلفاز، فقط في هذه الحالة وليس دائماً، كما أنه يستمتع بتقطيع ولف المناديل إلى كرات صغيرة، وعندما أرى كل ذلك بالإضافة إلى تأخر الكلام أقول أنه متوحد، لكن ما يحيرني أنه متفاعل عاطفياً ووجدانياً بشكل كبير معنا ومع الناس، اليوم هو أول يوم له في الحضانة، وقد بدا متجاوباً لكن محدود الفهم، ويلعب معنا ومع أخيه، ويقبلنا ويعانقنا عندما يريد، وليست لديه أية مشكلة في التفاعل الوجداني والتواصل، بل يحب الناس جداً لدرجة أنه يتبع المارة في الشارع، وكما قلت يعي ما حوله جيداً ويفهم نظرات العين، ويلاعبني ويشاكسني كثيراً، وعندما أرى هذا أعود وأقول في نفسي أنه طفل عاطفي وغير متوحد.

وبين هذا وذاك احترت في أمره، لذا أود من حضرتكم أن تقيموا حالة ابني على ضوء ما أخبرتكم، وأن تجيبوا عن أسئلتي التالية:

- هل تصرفات ابني تنم عن توحد؟ أم أنها طقوس طفولية عادية يعوض بها غياب اللغة لديه؟

- هل ضعف التركيز لديه راجع إلى غياب التركيز نفسه أم بسبب انعدام اللغة؟ أي هل يتطور الفهم والتركيز بالتوازي مع تطور اللغة؟ أم أنهما مستقلان عنها؟

- لقد قلتم لي يا دكتور أن تأخر اللغة لدى ابني لا يشبه تأخر اللغة الذي ترونه في أطفال التوحد، فما هو الفرق في التأخر بين الحالتين؟

- أخبرنا طبيب أطفال أن طفلي إما أنه يشكو نوعاً من التأخر في psychomoteur، لا أعرف الاسم بالعربية، أو أنه طفل موهوب، مع العلم أن معظم عائلتي أنا وزوجي من الموهوبين -والحمد لله-، لكننا لم نتأخر في الكلام، فما معنى retard psychomoteur؟ وما علاقة تأخر الكلام بالموهبة إن كان الكلام صحيحاً؟

- لو عملت له تحاليل لنسبة المعادن، وصورة للمخ والأعصاب، ويكون -بإذن الله- سليماً، فهل هذا كاف لنفي شكوك التوحد عنه؟

في الأخير أعتذر منكم جداً على الإطالة، فحالي لا يعلمها إلا الله، وأرجو منكم إجابة شافية، وأدعو الله تعالى أن يجعل خدمتكم لعباده في ميزان حسناتكم يوم القيامة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على التواصل معنا مجددا، وتشكرين على حرصك على سلامة طفلك.

وبغض النظر عما ذكرته لك في سؤالك السابق، وبالإضافة للأمور الجديدة التي وردت في سؤالك الجديد هذا، فقد ذكرتِ عدة أمور تحتاج للوقوف والنظر فيها، لكن أريد أن أقول شيئا من باب النصيحة: إن من طبيعة الاستشارات الإلكترونية، ومهما حاول الإنسان أن يفصل في طبيعة شرحه للمشكلة المطروحة، فلاشك أنها تبقى استشارات إلكترونية، ويبقى الحل النهائي لحل المرض أو المشكلة، وخاصة فيما يتعلق بسلامة الأطفال وصحتهم، لابد من زيارة الطبيب المتخصص، فليس من رأى كمن سمع، ولابد من مراجعة طبيب يفحص الطفل، حيث أن هناك احتمالات متعددة لما وصفت في سؤالك عن هذا الطفل، منها على سبيل المثال:

• فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهناك من عنده التشتت من دون فرط الحركة.

• التوحد، ولو حتى من النوع المترافق مع ذكاء عالي.

• أمور أخرى يعرفها الطبيب المتخصص.

أطفالنا أمانة، وجزاك الله خيراً على اهتمامك بطفلك، لكن الأمر يستدعي زيارة الطبيب، فلا تتأخري مأجورة.

والله الموفق.