السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أعاني من عدة مشاكل في حياتي، وأتمنى مساعدتكم:
أولها: كنتُ أعيش في مدينةٍ جميلة وكبيرة، عائلتي كبيرة، وكثيرة الخروج والتمشي، تزوجت من شخصٍ يسكن على بعد 500 كيلو من مدينتا، في قرية جداً سيئة ومخيفة؛ بسبب العمل، على أمل أننا سوف ننقل بعد سنة بالكثير، ولي الآن 4 سنين.
كنت شجاعة لا أخاف، أهوى المغامرات، أحب الظلام والهدوء، ولكن بعدما عشت في هذا المكان أصبحت جبانة بمعنى الكلمة، وحزينة، وكئيبة، وعندما أطلب من زوجي أن يذهب بي إلى أهلي لتغيير الجو؛ فإنه يرفض، ويتركني من 3-5 شهور لا أرى أهلي، وعندما أطلب منه الخروج للنزهة يرفض؛ بحجة أنه تعبان من عمله؛ لأنه "شفتات"، وعندما نكون عند أهله، والذين يبعدون عنا نفس المسافة 500ك، لا يمر شهرٌ علينا إلا ونزورهم مرة أخرى، ويقول إنه متعب، ويريد أن يرتاح ويرى أصدقاءه.
تعبت نفسيتي جداً، علماً أني لدي طفلان، الكبير عمره 2ونصف، والآخر سنة وشهران، وطول وقتي أعاني من غيرة الكبير من الصغير، فلا يتركه لحاله، رغم أني أحاول قدر المستطاع العدل بينهما، وعدم الاهتمام بالصغير أمام الكبير كثيراً، ولكن دون جدوى.
أصبحت عصبية إلى حد لا يطاق. طلبت من زوجي أن أذهب لدكتور نفسي، ولكنه دائما يتعذر بأنه لا يوجد وقت، وعندما تحصل فرصة، وها أنا لي 4سنوات وأنا أطلب منه دون نتيجة! لدرجة أنني أصبحت أتخيل أشياء، وأن هناك أشخاصاً ينظرون إلي، وعندما أكون على فراشي أشعر وكأن أحداً عند رجلي -أعزكم الله-.
أصبحت قلقة، وكثيرة البكاء من أتفه الأسباب، ولا أتحكم في أعصابي، أريد حلاً لكي أحمي أولادي من عصبيتي وصراخي عليهم، أريد أن أكون هادئة وصبورة، لكن ماذا أفعل بسبب بعدي عن أهلي، وعيشي في هذا المكان النائي، وجلوسي لحالي كثيراً نظرا لدوام زوجي 12ساعة، ويأتي تعباً، ويريد أن ينام، وحتى إذا جاء يوم وكان جالساً في البيت تشعرُ أنه يشغل نفسه في المكالمات أو الجوال، أو أي شيء.
فماذا أفعل؟ أعلم أنني أطلت عليكم، ولكن ليس لدي بعد الله إلا أنتم تشيرون علي، فكيف أتعامل مع أبنائي -ولدي الكبيرٌ حساس جداً-؟ وكيف أتعامل مع زوجي الذي لا يبالي لحالي؟ علما أنني أخاف من ربي، وأصلي -والحمد لله- أريد أن أرجع كما كنت، وأخرج مما أنا فيه، ومن الحزن الذي تملكني، وأن أتحكم في أعصابي.
جزاكم الله خيراً.