الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب وخوف من الحمل يؤثر على حياتي الزوجية.. أريد علاجا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة متزوجة منذ ثلاث سنوات، ولدي طفل واحد، تزوجت وحملت من أول شهر من زواجي في بداية حملي ساءت حالتي النفسية والصحية أصبحت لا أنام، ولا أستطيع أن آكل إلا عن طريق المغذيات بالمستشفى، أصبحت أريد أن أنزل الجنين بأي طريقة، كرهت زوجي وحياتي، وجاءني إحساس بالموت، أذهب للمستشفيات أريد منوما، أصبحت رقبتي تهتز من نفسها، ولا أريد أن أرى أحدا.

هذا كان وضعي لمدة ستة أشهر، وبعدها هدئت حالتي، وأنجبت ابني، وبعد الولادة بـ3 أشهر جاءني إحساس بالحزن والبكاء، وتفكير بأنني سوف أموت ولا أستطيع الأكل، وأحس بضيق بالنفس، وذهبت لطبيبة نساء وولادة، وقالت إني أعاني من اكتئاب بعد الولادة، وأعطتني سيروكسات سي أر25 لمدة شهر، وتحسنت حالتي بعدها، ولكن بعد شهرين أصبحت لا أحس بطعم الفرح دائما حزينة، لا أحب أن أذهب لأقاربي.

وقبل أسبوع من الآن جاءني خفقان في القلب، وليس أول مرة، قبل ثلاث أسابيع جاءني خفت أيضا، لكن ليس مثل إحساسي عندما جاءني في المرة الأولى، علما أني أعاني من القولون الهضمي ثم خف، وأحسست أن قلبي سيتوقف، ساءت حالتي النفسية، ذهبت المستشفى أريد أن أطمئن على صحتي، وأحسست بتعرق ورجفة وقت الخفقان، قلت للطبيب، فأجرى لي تخطيط قلب، والفحوصات كلها سليمة، والآن أحس بخوف من الخفقان، والخوف من الموت؛ لأني أحس بحزن شديد، ورغبه في البكاء، ولا أريد أن أخرج من بيتي أريد أن أرجع للسيروكسات بدون استشارة، لكنني خائفة، وقلت لزوجي أريد أن أذهب لدكتور نفسي لكي أعالج نفسي من مشكلة الخوف من الحمل والاكتئاب بحياتي اليومية، وعدم الإحساس بالفرح بصراحة فقدت طعم الحياة، ومن التحاليل التي أجريت ظهر معي نسبة سكر في الدم.

أريد علاجا لحالتي؛ لأنها بدأت تؤثر على حياتي الزوجية والعائلية.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أنه لديك قابلية لدرجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، حيث إن هذا الاكتئاب قد ظهر أولاً بعد الزواج، وفي بدايات الحمل واستمر لستة أشهر، ثم بعد ذلك حدث لك اكتئاب ما بعد الولادة، والذي كانت تشوبه أيضًا بعض المخاوف القلقية.

أتفق معك أن حالتك تحتاج لعلاج، والعلاج الدوائي مطلوب في مثل هذه الحالات، والأدوية سليمة جدًّا، وأود أن أقدم لك نصيحتين: الأولى هي:

التدخل الطبي النفسي المبكر دائمًا يأتي بنتائج رائعة جدًّا من حيث الشفاء والتعافي - إن شاء الله تعالى -.

ثانيًا: الالتزام بالدواء وبالجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة، هذا أيضًا مفتاح أساسي لنجاح العلاج والتعافي.

خذي بهاتين النصيحتين وأنا متأكد أن زوجك الفاضل سوف يقبل أن تذهبي لمقابلة الطبيب النفسي، وإن لم يكن الطبيب النفسي ارجعي لنفس طبيبتك التي وصفت لك الزيروكسات، فأنا أتفق معها تمامًا أن هذا العلاج علاج طيب وأساسي وفاعل لعلاج الخوف وكذلك الاكتئاب، والجرعة يمكن أن تبدأ بـ زيروكسات cr 12,5 لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، كما أن الجرعة هي جرعة وسطية.

بعدها تخفض جرعة الزيروكسات إلى 12,5 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12,5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم 12,5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة: عليك بما نسميه (الدفع الإيجابي) في حياتك، حياتك يجب أن تكون طيبة، أنت صغيرة في السن، لديك - الحمد لله تعالى - زوج، لديك ابن، أشياء طيبة في حياتك، فلابد أن تُدركي ذلك، ولا بد أن تتعاملي مع مشاعرك على هذا الأساس، التعامل الإيجابي مع المشاعر أمر مطلوب ومطلوب جدًّا.

بالنسبة لموضوع نسبة السكر في الدم: هذا الأمر لا بد أن يُحسم، ولا بد أن تذهبي وتقابلي الطبيب المختص في أمراض السكر، إن شاءَ الله تعالى الأمر بسيط، لكن حسمه أيضًا من الأمور التي يجب أن تُعطى أولوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً