السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا أبلغ 17 عاما، أنا شخص انطوائي، أفضّل الوحدة، وأهتم بما يتعلق بي فقط، دائما ما كنت أشعر بالغرابة أمام الناس، وإن كانوا من أصدقائي وأقاربي، معاناتي بدأت منذ أن بلغت الثالثة عشر ربيعا، عندما حدث لي موقف أصابني بخوف كبير، وأصبحت غير قادر على نسيان هذا الخوف، بالرغم من إدراكي بأنه أمر زائف وليس له أي قيمة.
ودارت الأيام لأجد عقلي لا تنفك عنه هذه الأفكار أبدا، كنت ألجأ للبكاء كل ساعة، ولم أدر ما مشكلتي؟ وكيف أعالجها؟ لدرجة انتظاري يوميا لمعجزة تخرجني مما أنا فيه، أو تمحو ذاكرتي، ومع مرور الشهور زال الأمر، ولكن أصابتني أمور مماثلة، وعندما أصبح عمري 15 عاما أدركت بأني مصاب بـ " الوسواس القهري "، وتغير كل شيء، وكأني أصبحت إنسانا آخر، وكان كلما ساءت نفسيتي ظهر الوسواس، وأصبحت أقضي شهورا معافى، وشهورا أعاني، وهكذا، ومنذ نصف عام أصابني خوف من أمر ما بشدة، لدرجة أحسست أني سأفقد عقلي، ومن وقتها وحتى الآن وأنا أعاني فقط، وزادت عندي الوساوس بشكل هائل، وأصبحت أعاني من عشرات الوساوس، منها أني أراقب تنفسي، وأجد نفسي غير قادر على الشرب أو الكلام، وأتنفس إراديا إلا إذا كتمت نفسي حتى الانتهاء من الكلام أو الشرب، فأصبحت أتجنبهما بقدر المستطاع، وعندما أقضي الحاجة أجد نفسي أفشل في إكمال قضاء الحاجة بشكل طبيعي، أقوم بالتركيز على وظائف جسدي، مثل: حركة البطن، ورمش العيون، خروج الريح، العطاس، والكثير الكثير، وأحيانا أتمادى حتى تؤلمني عضلات جسدي.
أصبحت أعيش في عالم غبي جدا، أعلى أمنياتي أن أستيقظ وأقضي حاجتي بشكل طبيعي، وأفشل أحيانا، وأصيب أحيانا، وأن أقضي يومي دون أن يؤلمني جسدي أو يؤلمني قلبي مما أفعله بتنفسي.
أبي وأمي صدموا عندما علموا ذلك، لأني كنت متفوقا دائما، وأنا في سنتي الأخيرة في الثانوية التي ستحدد مستقبلي، وأخذوا يتهربون من الأمر، ورفضوا العلاج بحجة أني لا أعاني من شيء، وأنه سيؤثر علي ولن يدعني أدرس جيدا، الآن حالي ربما تحسنت عن قبل؛ لأني أصبحت أكثر وعيا لتلك الوساوس، وأحيانا أتحسن بشدة، ولكن أشعر بأني في دائرة ولن أخرج منها سليما، وتستمر الأفكار والوساوس، وباختصار أصبحت تقريبا أفشل في أي شيء أريد القيام به، لكني أصبحت غير قادر على القيام بأي شيء، حتى أني تركت الدراسة ولم أعد أقوم بأي شيء في حياتي.
والدي طبيب جراحة، وسافر للعمل بالخارج، وأنا أكبر أشقائي، ومن المفروض أن أعتني بهم، يا للسخرية، ويا للعار، أنا حتى لا أستطيع الاعتناء بنفسي، وأختي الصغيرة ذات العشرة أعوام تستطيع أن تفيد البيت أكثر مني.
سؤالي: هو ما تشخيصكم لأمري؟ وهل هو مجرد وسواس قهري أم لا؟ وماذا أفعل؟ هل أطلب العلاج بدون علم أهلي؟ لأني كثيرا ما أفكر بالانتحار بعد أن أنظر لحالي الأليم.