السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا فتاة في السابعة عشرة من عمري، طالبة في السنة الأخيرة من الثانوية، طموحة جدا، أحلم بمستقبل باهر يعيد مجد الإسلام والعرب كما كان، شعرت بتعثر في بداية دراستي، وكنت حزينة أو ربما أتظاهر بالحزن بسبب بعض المشاكل المدرسية التي أصابتني، ولكن بعد ذلك شعرت بالحزن الحقيقي بكل معانيه؛ حيث تشاجر أبي مع امي شجارا عنيفا، وكانت أمي تصر على طلب الطلاق، فسقطت مغشيا عليّ بينهم، فهدأ أبي وخرج، ولكنني ظللت متعبة، فأغمي عليّ مرة أخرى في نفس اليوم، أحيانا أحس بأن ذلك حدث بإرادتي، وأنه تمثيل لكي أجعل أبي يتراجع، لكني أحس فعلا أن قدمي لم تستطيعا حملي، وفي المرة الأخرى أحس أني أسمع، ولكن عيني لا تفتحان.
وعند الذهاب إلى المستشفى وضعوا لي سيلانا، وتغيبت عن المدرسة يوما واحدا، وبعد ذلك ذهبت للمدرسة، وأنا في حالة إرهاق، وعدى اليوم على خير، ولكن اليوم الذي بعده أغمي عليّ في المدرسة، شعرت في البداية بخفقان في القلب ورجفة، ثم ضيق في التنفس، وتيبست يداي ورجلاي بقوة، ووقعت خائرة القوى، يوجد إحساس بداخلي أنه كان تمثيلا، ولكن عندما قالوا لي تفاصيل نقلي أدركت بأني فقدت الوعي كاملا، ولم أستطع استرداد وعيي بالكامل، فبدأت بالسمع، ولكني بعد فترة، وعند حضور الإسعاف استطعت أن أفتح عيني بسبب ضرب المسعف لي وسط الجبهة، وعند نقلي للمستشفى قالوا لي هبوط في السكر 4.5 وعليّ المداومة على شرب السوائل، ولا يوجد سبب آخر.
في اليوم الآخر شعرت بخفقان قلبي بسرعة، وشعور بأنه سيغمى علي، ذهبت للمستشفى، وتم إجراء تخطيط قلب لي، فكان طبيعيا، ولكني بعد ذلك أحسست بأن صحتي هي الأهم، فتراجعت همتي واجتهادي في المدرسة، وكنت أعلل ذلك للمعلمات بأني مريضة، ولكني أحس فعلا بإرهاق عندما أود الدراسة، فأنام على الكتب، وأحس أحيانا بأنه سيغمى علي فأذهب للنوم أو للمستشفى، وخصوصا أن المشكلة التي في المنزل لم تحل بسبب سفر والدي، وأحيانا أحس بالحزن بسبب إخباري لعمي بهذه المشكلة الذي بدوره قد أخبر باقي أفراد العائلة فأشعر بالخجل، وأني قد فضحت أسرار المنزل، ولكني أدافع نفسي بأني لا أستطيع تحمل هذه المشاكل وحدي، وأنا البنت البكر، لكن صراحة أصبحت خائفة من الشعور بالدوخة، وذلك التعب والإرهاق الذي يأتيني، خصوصا وأني متفوقة، والامتحانات على الأبواب.
لست خائفة من الذهاب لدكتورة نفسية إذا كان ذلك العلاج، بل لا أريد أن يعلم أحد بهذا، ذهبت بنفسي للمركز، ولكن لم تكن الدكتورة النفسية موجودة، وهي تأتي صباحا وأنا في المدرسة، والمركز الصحي لا توجد به سرية، فقررت عدم الذهاب، ولكني عندما ذهبت لأخذ أوراق التحاليل الشاملة لكي أطمئن على صحتي بكيت أمام الممرضة، فألحت عليّ لمعرفة السبب، فبكيت وارتجفت، وأحسست أنه سيغمى علي فقاست لي الضغط فقالت لي إنه منخفض وسيضعون عليّ سيلانا، ولكني أحيانا أحس بالخفقان والتعب والحزن، وأتمنى أن أموت، ولكني أتراجع، فأقول إني يجب أن أحيا ليحيى حلمي!
لا أريد أدوية نفسية بسبب ما قرأته عنها، وأنها تسبب الإدمان، وأني لست مريضة نفسيا! فأرجوكم انصحوني ولا تكتبوا لي أدوية؛ لأنها ستجلب لي شعورا سلبيا عن صحتي ونفسيتي.
واعذروني على شرحي غير المرتب والطويل.