الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تصبب العرق وقلق وارتباك عند الكلام.. أريد علاجا وتوجيها

السؤال

أنا شاب عمري 26 سنة, أعزب، مشكلتي باختصار هي أنني سريع الارتباك، ولا توجد لدي ثقة بالنفس، أعاني من تصبب العرق الواضح للعيان، وهو أكثر ما يضايقني، أشعر بالغثيان أحيانًا، وأشعر بدقات القلب تتسارع عند وضعي بموقف، وأخشى من الفشل فيه، إضافة للتغير في طبقة الصوت.

في السابق لم تكن تأتني هذه الأعراض, وكنت متفوقا في دراستي، ودائما أتحدث أمام الجمهور بكل ثقة، ولكن للأسف منذ خمسة سنين بدأت تأتيني، والمشكلة أنها تزداد شيئا فشيئا للأسوأ.

أتمنى إرشادي لعلاج يخفف من حدة هذه المشاكل النفسية والجسدية، ولكن أتمنى ألا يكون من بين الأدوية شيء يعتبر من المنشطات، فأنا موظف وأعمل تحاليل دورية، وبشكل مستمر للكشف عن المنشطات، وأخشى أن أفقد وظيفتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي تعاني منه هو قلق ظرفي يحدث لك في مواقف اجتماعية، ويجعلك تخاف من الفشل مما يقلل ثقتك في نفسك، وأول خطوة علاجية يجب أن تقوم بها هو ألا تقبل هذه الأعراض، لماذا تقبلها؟ لا بد أن تحاور نفسك: هل أنت بالفعل فاشل؟ أنت لست فاشلاً، لماذا تكون ثقتك بنفسك ضعيفة؟ أنت لست بأقل من الآخرين، البشر هم البشر، والإنسان يحكم على نفسه بإنجازاته وبأفعاله، وليس بمشاعره أو أفكاره السلبية.

تصحيح المفاهيم -أيها الفاضل الكريم- نقطة جوهرية وأساسية في علاج هذا الرهاب الاجتماعي البسيط الذي تعاني منه، أن يخاف الإنسان من الفشل لا بأس به إذا كان ذلك في حدود معقولة؛ لأن ذلك يمثل دفعًا نحو النجاح، لكن تأكد -أيها الفاضل الكريم- أن التجربة والإصرار على التجربة هو الذي يقيك من الخوف من الفشل، وحتى الذين فشلوا كانوا قريبين جدًّا من النجاح، لكنهم لم يستمروا في تجاربهم وإصرارهم على النجاح، ودائمًا اسأل الله تعالى أن يوفقك، والشيء الذي تتردد فيه الجأ إلى الاستخارة، هذا فيه خير كثير لك.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: أيّ من الأدوية المضادة لقلق المخاوف سوف يكون رائعًا وممتازًا بالنسبة لك، والزيروكسات أعتقد من الأدوية المناسبة، ويُسمى علميًا باسم (باروكستين)، الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، تبدأ بعشرة مليجرام – أي نصف حبة – تتناولها يوميًا لمدة شهر، ثم اجعلها حبة كاملة (عشرين مليجرامًا) لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

في المجال الاجتماعي يجب أن تكون متواصلاً، وأن تكون شخصًا بارزًا ومعتبرًا ومحترمًا ومفيدًا لنفسك ولغيرك، ىوأؤكد لك مرة أخرى أن حالتك بسيطة، وإن شاء الله تعالى باتباعك لما ذكرته لك من إرشاد سوف يفيدك كثيرًا، خاصة أنك كنت من المتفوقين والمتميزين ولا تخف من المواجهة.

الدواء قطعًا سوف يساعدك كثيرًا، وهو -الحمد لله- سليم وغير إدماني، وغير تعودي، ولا علاقة له بالمنشطات، ولا يظهر في أي فحص طبي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً