السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 18 سنة.
مشكلتي: أن قلبي يعتصر ألماً، وعيناي تذرفان دمعاً على واقع المسلمين اليوم، ما يحدث في مصر والشام وكافة بلاد المسلمين، من فساد وقتل وسلب ونهب، ومن واقع مجتمعاتنا وأحوالها.
يتقطع قلبي عندما أصلي في المسجد، وعند انتهاء الصلاة يقف رجل يسأل الناس ويطلب المال, لماذا؟ لأنه مريض وبحاجة لعملية جراحية, والعملية الجراحية تكلف مبلغاً كبيراً من المال وهذا الرجل فقير.
هل العلاج للأغنياء دون الفقراء؟!
هل تحول الطب من مهنة إنسانية إلى مهنة تجارية؟!
الله سبحانه وتعالى أدخل رجلا الجنة بسبب أنه سقى كلبا عطشانا وجده في الصحراء، فما بالكم إن فرّجت كرب مسلم، وأدخلت السرور على قلبه.
تذرف عيناي عندما أقرأ في تاريخ المسلمين وما كان عليه السلف الصالح، وماهية الحضارة الإسلامية سابقاً, ثم أرتطم بصخور الواقع المبكي.
في فترة من الفترات كانت أوروبا تعاني من أمراض تسببها الوساخة الشخصية والقذارة والجرب، كان الفرد عندهم يغتسل في السنة مرتين أو ثلاث مرات، كانوا لا يعرفون الحمامات فتعلموا من المسلمين النظافة والحمامات.
تذرف عيناي عندما أرى أغلب شبابنا إلا من رحم ربي اهتماماتهم تنصب في المباريات، وشغفهم في الأندية الأوروبية واللاعبين والمقاهي والأفلام والموضة، وأيضاً نسائنا وبناتنا إلا من رحم ربي تنصب اهتماماتهن في المسلسلات الساقطة.
لماذا أصبحت الهجرة إلى دول الغرب دول الكفر والفسق والفجور حلم وهاجس الكثير من شبابنا؟!
لماذا أصبحت (حصص العلوم الدنيوية) أكثر من حصص الشريعة في مدارس بعض الدول العربية؟!
لماذا فضائياتنا تبث الأفلام الخليعة والمسلسلات الساقطة؟!
لماذا فضائياتنا تبث الثقافة الغربية في بيوتنا لتلوث عقولنا؟!
لماذا لا تشفر شركات الاتصالات المواقع الإباحية على الإنترنت؟!
لماذا المستشفيات مختلطة؟!
لماذا الجامعات مختلطة؟!
لماذا أصبح الغرب رمز التقدم والحضارة؟!
لماذا نستورد الإلكترونيات والسيارات والطائرات والآليات...إلخ من دول الغرب وبعض دول شرق آسيا كاليابان والصين؟!
وأخيراً أعذروني فأنا لا أجيد صياغة الكلام فهذه الرسالة لا تصف شعوري وحرقة قلبي مئة بالمئة.
أنا سأنهي الثانوية العامة هذا الفصل أريد منكم أن ترشدوني إلى التخصص الذي أخدم به أمتي، تخصصا أفعل من خلاله شيئا في هذا الواقع، لا تقولوا لي: ما هو ميولك ووضعك؟ أريد أن أدرس تخصصا أدافع من خلاله عن ديني، وأعدّل من هذا الواقع المرير.
أعتذر عن الإطالة, أفيدوني، جزاكم الله عني كل خير.