السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة في 14 من عمري، مشكلتي أنني أصبحت حزينة دائما وأبكي أكثر من ذي قبل، وأحيانا على أمور بسيطة لا تستحق مني هذا الضيق، كما أني أصبحت أكثر عصبية ولم أعد ستمتع تقريبا بأي شيء، فمثلا كنت أحب الرسم وكان هواية بالنسبة لي، لكن الآن لم يعد يهمني إطلاقا، ولم أعد أحبه كما كنت سابقا، وكنت أحب الاهتمام بمظهري وشراء الملابس الجميلة والاكسسوارات، والاهتمام بتسريحات شعري كمن هن في مثل عمري، لكن الآن لم أعد أهتم بذلك مطلقا، وربما نادرا ما أهتم بمظهري ولا يعنيني ذلك، وأحيانا أشعر أنه من التفاهة أن أفعل ذلك، ومن أسباب ذلك أيضا أني لا أرى نفسي جميلة جدا، وبذلك أشعر أن عند اهتمامي بنفسي أفعل شيئا لا قيمة له، وأشتري أشياء لن تحسن من مظهري ويحزنني ذلك.
وكنت سابقا أفرح كثيرا بقدوم الأعياد، وأنسى كل ما يحزنني بقدوم الأعياد، ولكن الآن لم أعد أشعر بفرحة الأعياد بأي شكل كان، حتى لو تنزهت أو اشتريت ما أريد، أو فعلت أي شيء لا أشعر بالفرحة مطلقا، وبالرغم من أن أمي دائما تجلب لي ما أريد، وتساعدني في كل شيء وتحاول إسعادي وكذلك أبي، ولكن بلا فائدة، وأحيانا تقول لي أمي أنه ربما كان سبب ذلك عدم تنزهنا أو خروجنا من المنزل كثيرا، لكني عند خروجي من المنزل يزاد حزني وأحيانا أعود للمنزل وأبكي من شدة حزني، وأشعر أيضا أن كل ما في الحياة ممل ولا شيء يسبب السرور، وأن الحياة لا تستحق منا الاهتمام، وأشعر بأني لا أحب الدنيا مطلقا، وأستعجب ممن يتمسك بها ويحبها، لأنني أرى أن كلنا سنموت في النهاية وكل ذلك لن يصبح له قيمة.
وفي بعض الأحيان أشتاق لطفولتي، لأنني حينها كنت سعيدة جدا، وأقل الأمور إسعادا تجعلني أطير فرحا، ولم أكن أقلق من شيء، حاولت الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن لعل هذا الشعور يذهب عني، لكن أحيانا أظل حزينة كما أنا، وأحيانا أكون مسرورة لبعض الوقت بعد فعلي ذلك، ثم أعود لحزني مجددا، ومنذ فترة قررت شراء رواية لعلي أتسلى بها قليلا، وقد تسليت بها فعلا، لكن فور انتهائي منها عاد لي حزني مجددا، ودائما أكون متكاسلة في فعل أقل المهام بالرغم من أني في سن صغيرة، ومن المفترض أن أكون نشيطة ولدي طاقة لفعل كل المهام. وأنا الآن في العطلة الصيفية وأخاف أن يستمر معي هذا الحزن مع قدوم الدراسة، فيؤثر على طريقة مذاكرتي وتحصيلي للدرجات، خصوصا أني حاليا لا أشعر بالاشتياق للدراسة مطلقا، بل وأكره تذكر اقترابها وما سيكون علي من واجبات واختبارات، والقلق الذي يصيبني فيها وتأنيب المعلمات الدائم للجميع سواء أكان الجميع يستحق أو لا، أخبرت أمي أن ربما كان علي الذهاب لطبيب نفسي، لكنها تقول لي أحيانا أن ذلك بسبب أني مراهقة، وأني سأتحسن مع مرور الوقت، وأحيانا تقول لي أنه ربما تسبب لي الأدوية التي يصفها لي الطبيب أعراضا جانبية، فلا داعي لذلك، فهل يمكن أن يكون ذلك فعلا بسبب أني مراهقة؟ أم يعني ذلك أني أعاني من الاكتئاب وعلي زيارة طبيب نفسي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.