السؤال
كيف أكتشف موهبتي، احترت كثيرًا، أشعر أني تائهة، أنا أحب حفظ الشعر كثيرًا، وكنت أتمنى أن أتخصص في مادة الأدب، والتحقت بكلية الآداب قسم اللغة العربية، وكانت أمنيتي هي أن أكون شاعرة، وكاتبة أدبية مؤثرة في الخير، ولكن أنا لا أدري إن كنت أملك تلك الموهبة أم لا؟ وقد سألت دكتور مادة الأدب في الجامعة عن هذا الأمر، وقلت له كيف يعلم الإنسان أنه يملك موهبة كتابة الشعر، أو الكتابات الأدبية؟ فقال لي: ما دام أن الشخص يحب هذه الأشياء، ويميل إليها فهذه بداية، وفي حد ذاتها موهبة، وعلى الإنسان أن يبدأ بتنميتها ويغذيها بالقراءة الكثيرة.
بالفعل أحضرت كتب شعر وروايات، لكني لم أقرأ منها غير القليل جدًا؛ لأني أحبط جدًا كلما رأيت شخصًا مفوهًا ويتكلم بتلقائية، ويعبر عما بداخله دون أن يجد تلك الصعوبة التي أعانيها، فأقول في نفسي أنا من الأساس لا أملك الموهبة، كيف لي أن أنميها! وقد سألت كثيرين عن تجاربهم أجدهم هم من الأساس عندهم موهبة داخلهم، بمعنى أنهم يجيدون التعبير، والكتابة، وفن التشبيه الذي يضفي للكلام الجمال، والروعة، ولكن القراءة هي التي نمتها وأوصلتها إلى ذلك الحد، لكني لا أملك تلك الموهبة أصلا، ولا أي شيء منها، فأنا من الأساس أشعر أني لا أعرف أن أتكلم، ولا أن أسرد الكلام بشكل جميل يجذب السامعين لسماعه، ومع أني أقرأ، وأسمع قصصًا كثيرة إلا أني عندما أقصها أو أحكيها لشخص آخر أجد نفسي أختصرها جدًا، ولا أذكر فيها إلا ما حدث في النهاية، وإذا قال لي أحدهم قصي لي قصة، أجد نفسي أتلعثم، ولا أتذكر أي قصة، وكلما تذكرت واحدة لا أذكر إلا النهاية فيها، قد أتذكرها كلها، لكني لا أستطيع أن أسردها للشخص الذي أمامي بطريقة جميلة ومفهومة.
كما أني متزوجة لي قرابة سنة، وأخجل كثيرًا أمام زوجي، فهو عندما يحكي لي قصة مثلا، فيجذبك لسماع قصته حتى لو كانت عادية جدًا، ودائما كل القصص التي يحكيها أكون قد سمعتها، أو قرأتها قبل وأعرف أحداثها جيدًا، لكني لا أستطيع أبدًا أن أقولها بتلك الطريقة، فأنا أتيقن أني لو قصصت نفس القصة عليه لاحتقرني ولما التفت إليّ.
لكنه ما شاء الله لديه أسلوب جميل، ويتفنن في تنميق الحكاية والبداية والنهاية، والأحداث التي تجعلك تعيش مع القصة حتى لو كانت صغيرة جدًا.
حاولت أن أعرف كيف وصل إلى ذلك؟ لكن لم أجد شيئا غير أنها موهبة، فهو ليس مغرمًا بالقصص ولا يقرأها كثيرًا ونادرًا جدا إذا قرأ شعرًا أو كتابات أدبية، وغيره الكثير فبعض أصدقائي أيضًا أجد أن الكتابات والتعبير يخرج منهم تلقائيا، وأجد من هم أصغر مني بكثير يكتبون الشعر، أو يعبرون عن ما بداخلهم في كتابات أدبية في غاية الروعة، ولا يستغرق منهم هذا الأمر سوى سويعات، أشعر أني من الأساس لا أعرف أن أعبر عما بداخلي وهذا ما لاحظته مؤخرًا.
قد يكون بداخلي الكثير وأجلس مع نفسي، ولا أستطيع كتابة أي شيء، ولا حتى التعبير بالكلام، وحتى عندما أجتمع مع أصدقائي نناقش أمرًا ما قد يكون بداخلي فكرة معينة، أو شيئًا معينًا، ولكني لا أستطيع أن أقوله أو أعبر عنه، فدائمًا جلساتي مع أصدقائي ومعلماتي، ومن يكبرنا التي نناقش فيها فكرة أو مشروعا، أو ما شابه ذلك تبدأ بصمت وتنتهي بصمت، مع أنه قد يكون بداخلي كثير من الكلام، لكني لا أستطيع التعبير عنه كما أني يكون لدي خوف من أن يكون في كلامي شيء خاطئ، أو أنهم يستهزؤن بي، أو يعتبرونني ساذجة، أو شيئا من هذا القبيل.
كما أني جيدة في الرسم نوعًا ما، وأعشق الرسم، وكنت أريد أن التحق بدورة لتعلم فنون الرسم، لكن يأتيني نفس الشيء، وهو أني أقول أني لا أملك الموهبة، لا أدري هل أحاول في الرسم أم أحاول الكتابة أم ماذا؟
أريد شيئًا معينًا أنطلق منه، لكن حقًا أريد أن أطور نفسي وأغير منها، وأعرف ما هي موهبتي لأنميها، وكيف أتغلب على مشكلة التلعثم وعدم القدرة على التعبير؟ فأنا مثلا أقرأ عن حدث معين، أو خبر أو قصة أو أي شيء، وإذا أردت أن أخبر به شخصًا لا أستطيع أو أتلعثم في الكلام حتى يكاد لا يفهم ماذا أقول؟ أو ما الذي أريده؟ وكيف أتغلب على الخوف والرهاب الاجتماعي؟
وما الكتب التي تنصحونني بقراءتها؟ وهل تنصحوني بقراءة روايات أم لا؟ لأن والدي قد أعطاني كتبًا دينية وعلمية لكتاب أدبيين، وقال لي: هذه ستنمي لديك الكتابة الأدبية، وستفيدك أكثر من الروايات.
آسفة جدًا للإطالة، لكن بالفعل أنا محتارة جدًا.