السؤال
السلام عليكم..
لدي أخ عمره 18 سنة، وهو الأصغر بيننا، إنسان لطيف لديه توجه ديني مؤدب جداً، وخلوق، ومتواضع، وحسن اللسان، لكن لديه مشاكل في المضي بحياته بالشكل الصحيح، وسأسردها بالتفصيل.
عنده مشكلة وهي إما أن تكون الأشياء بشكل مثالي، أو لا تكون، وهذا خصوصًا في الصلاة، إما أن يصلي بعد أن يغتسل ويلبس بشكل أنيق ويتوضأ بمبالغة، ويعيده إذا استلزم الأمر، ويبعد عن الناس، ويصلي لفترة طويلة ممكن نصف ساعة مدة الصلاة الواحدة، وإما أن يجمع عدة صلوات وبعض الأحيان صلاة يومين.
طبعاً دائمًا ننصحه بالذهاب للمسجد، لكنه لا يحب ويسوف، إما يذهب قبل تكبيرة الإحرام، أو في الركعة الأولى، أو لا يذهب، والأغلب أنه لا يستطيع اللحاق بها؛ لأنه ينشغل بترتيب نفسه وإعادة وضوئه.
بالنسبة لعلاقاته مع الناس يريد الرسمية والاحترام الزائد المبالغ فيه، ولا يرضى بالمزاح مع الأشخاص الذين لا يعتبرهم قريبين منه، وهم الأغلب، ويأخذ المزاح على محمل جدي وشخصي، وهذا ما جعله لا يحب الأقارب، ولا يحب الخروج من المنزل بشكل كبير.
بالنسبة للمدرسة لا يحب المدرسة يغيب معظم أيام الدراسة، ولا يذهب للمدرسة إلا بالإجبار والتهديد، ولديه تشتت انتباه، أنا لا أنكر أنه من الممكن أنه حدث له ردة فعل؛ لأنه وهو صغير كان يتنمر عليه بعض الطلاب، وبعض المدرسين -هدانا الله وإياهم- كانوا يحطمونه ويقارنونه بالآخرين، وأنه ليس بنفس مستواهم ويعتبرونه غبيا ومهملا.
وأهم شيء أنه غير واثق من نفسه أبداً، ولا يحب تحمل أي مسؤولية في حياته إلا ما ندر حتى الأشياء الخاصة به مثلا سيارته متعطلة، أو أي شيء، لا يفعل شيئًا، وينتظر منا أن نفعله، جربنا ألا نفعل له شيئًا، وننتظر ماذا يفعل؟ ولم نحصل على أي ردة فعل، ولو نصحناه أو حملناه مسؤولية بسيطة، أو أجبرناه على الدراسة يعتبرنا أعداءه، ويأخذها من جهة الكبرياء والعناد ولا يحق لأحد التدخل فيه.
صحيح أنه يحس بالندم من فترة لأخرى على تقصيره، ولكن بدون أية أفعال، لا ندري ما هي الطريق المثالية للتعامل معه؟ لأنه لا يريد أن يفعل أي شيء، خصوصاً ونحن نرى أن حياته تنهار بتركه للدراسة، وعدم فعل أي شيء حتى الأساسيات الدينية.
أرجو أن أجد عندكم الرد المفصل، ولكم جزيل الشكر.