الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه أعراض مرض القلب وهل تسبب جلطات ونوبات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصتي بدأت منذ حوالي شهرين ونيف، كنت أعاني من وجع في المعدة ونبض خفيف في نصف الصدر؛ فذهبت إلى أخصائي باطنة وفحصني وقال لي: عندك قولون، وقال لي: إنه يسبب الخفقان وأعطاني علاجًا، ورجعت إليه بعد أسبوعين وقد تعافت المعدة، ولكن النبض الذي في منتصف الصدر لا يزال ملازمني؛ فطلب مني تخطيط قلب، وقال لي: إنه سليم، وربما أنها أعصاب ولا تنتبه إليها.

بقيت على هذا الحال وخروج النبضات مستمر معي، فمثلاً ثلاث نبضات عادية وتخرج واحدة قوية، وعشر عادية وتخرج واحدة قوية، وهكذا طول اليوم، تختفي وقتًا بسيطًا وتعود وهكذا...، لجأت إلى أخصائي قلب، وعمل تخطيطا وصورة أشعة وأيكو وقال: كل شيء سليم، ولكن سوف نعمل هولتر، وعملته، وبعد النتيجة اتضح أن عندي خفقاناً وقال لي: إنه بسيط ولا يحتاج لعلاج إلا أن تكون أنت متضايق منه، قلت له: هو يلازمني طول اليوم؛ فأعطاني كونكور 2.5 فأخذته ولكن دون فائدة.

ذهبت إلى طبيب غيره وطلب مني عمل إيكو وقال لي: إن عندك ارتخاء بسيطاً في الصمام المترالي، وعمل لي تحاليل، وكلها سليمة، وأعطاني علاجاً ولكن دون فائدة، وأحسست أن النبض زاد عن ذي قبل؛ فذهبت إلى أخصائيين غيره وعملوا لي أيكو وقالوا لي: يوجد ارتخاء ولكن لا يذكر، وليس السبب منه بل السبب من الكهربائية، وأعطوني علاجاً، وأحدهم أعطاني دواء اسمه Amiodarone200mg جرعتين واحدة صباحًا والأخرى مساءً، وكونكور جرعة في اليوم، أما الدكتور الأخير منع عني الكونكور وقال لي: استمر على العلاج الآخر amiodarone، وأعطاني ثلاث جرعات ليومين، وبعدها كل يوم جرعة، ورجعت إليه مراجعة فقال لي: استمر على العلاج لمدة شهر.

أنا خائف جدًا! والنبضات القوية لا تفارقني إلا سويعات، ولدي صداع شبه يومي، وخمول وأوجاع في الظهر والصدر، وصرت أتعب إذا مشيت كثيرًا، وغثيان يلازمني بشكل شبه يومي، وأكون متوترا، ونومي قليل، وفي بعض الأحيان أقوم من النوم وأجد قلبي ينبض بسرعة وأحس أنه سيخرج من صدري.

بالله أفيدوني في حالتي، هل هي خطيرة وتسبب نوبات أو جلطات؟ لأني -والله- متوتر منها كثيرًا، وهل أستمر على العلاج؟ لأني عرفت أن له مضاعفات خطيرة.

جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم على مجهوداتكم، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

أخِي الكريم: أنت تنقلت بين عدة أطباء للقلب، وأنت لا تُلام على ذلك، لكن قطعًا هذا سبب لك الكثير من القلق والكثير من التوترات والمخاوف المرضية، هذا أمر بالفعل مُقلق، لكن أقول لك من الذي ذكرته من خلال رسالتك: لا أعتقد أن هنالك أمرًا خطيرًا حتى وإن وجد عندك ارتخاء في الصمام الميترالي، فحوالي عشرة إلى خمسة عشر بالمائة من الناس الذين يسيرون في الشوارع لديهم ارتخاء في الصمام المايترالي دون أن يعلموا ذلك. فمن هذه الناحية: اطمئن تمامًا أخِي الكريم.

عقار (Amiodarone) الذي وصفه لك الطبيب: هذا دواء خاص جدًّا يُعطى لمرضى القلب، وأعتقد أنه من الأحسن أن تُراجع الطبيب الذي وصفه لك، وتسأله لماذا وصف لك هذا الدواء؟ هل حالتك تتطلب الدواء؟ ودع الطبيب يوضح لك إلى متى تستمر عليه، هذا مهم جدًّا، وأعتقد أنه أيضًا من الأفضل لك أن تقابل طبيبًا نفسيًا، دع طبيب القلب يحولك إلى طبيب نفسي، والسبب في ذلك أنك تعاني من مخاوف واضحة.

بالنسبة لي: حالتك ليست خطيرة أبدًا -إن شاء الله تعالى– لكن علاج القلق والتوتر يجب أن يتم الاهتمام به من جانبك ومن جانب طبيبك الذي يشرف على علاجك، ومن المهم ممارسة الرياضة، تمارين الاسترخاء، حسن إدارة الوقت، الدعاء، الذكر، تلاوة القرآن، كل هذه مفيدة، اجعلها إضافات إيجابية في حياتك.

أما الأدوية النفسية فهنالك أدوية متميزة تزيل القلق النفسي والتوترات، لكني أرى أنه من الواجب ألا أصف لك دواء، ما دمت تتناول الـ (Amiodarone) لأنه دواء خاص جدًّا، ولا يُعطى إلا في حالات معينة، فحين تذهب إلى طبيبك، وحين يقوم بتحويلك للطبيب النفسي سوف يوضح للطبيب النفسي أنك تتناول هذا الدواء، وإذا كان هنالك حاجة للـ (Amiodarone) كما نصح طبيب القلب فلا بد أن تستمر عليه، وعليك بالمراجعة أخِي الكريم، المهم جدًّا في الطب عملية المتابعة، والمتابعة تتطلب الالتزام من المريض وكذلك من الطبيب.

أمرك -إن شاء الله تعالى– بسيط، وأسأل الله لك العافية، ولا تتخوف من موضوع الجلطات والنوبات، هذا -إن شاء الله تعالى– لن يحدث لك، عش حياة مستقرة، حياة استرخائية، والله خيرٌ حافظًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا مصطفى مجمد

    بارك الله فيك يا دكتور طمنتنى وسوف اراجع الطبيب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً