الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري.. أسبابه وأعراضه

السؤال

ما هو الوسواس القهري؟ وما هي أعراضه ومسبباته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالوسواس القهري هو أحد الأمراض أو الحالات العصبية، وأحياناً تُعرف بالعصابية، وكلاهما صحيح، وهو ليس من الأمراض الذهانية (العقلية)، ويتسم هذا المرض بأفكار وإشارات وخيالات وطقوس وأفعال واستحواذات تفرض نفسها على المريض، رغم علمه التام بسخافتها وفقدانها للمعنى، ولكنه لا يستطيع التخلص منها، وربما يحاول مقاومتها لكن ذلك يسبب له الكثير من القلق، وعليه فيبدأ في فقدان القدرة على المقاومة، وهذا في حد ذاته يعقد المرض.

نسبة الوسواس القهري وسط الناس هي حوالي 2%، ولكن هنالك الكثير من الناس الذين لديهم بعض السمات الوسواسية مثل التأكد، البطء، التكرار، ولكنها قد لا تصل للمرحلة المرضية، وربما يكون أمراً محموداً في بعض الوظائف التي يشغلها بعض الناس، مثل المحاسبين مثلاً، ولكن قطعاً ستكون هذه السمات مرضية إذا وصلت للمرحلة المعيقة.

هنالك عدة نظريات فيما يخص أسباب الوسواس القهري، حيث يعتبره الكثير من العلماء سلوك مضطرب مكتسب، ويرى آخرون أن هنالك استعداد إرثي، والنظرية الأقوى هي وجود اضطراب مادة في الدماغ بمنطقة تعرف بنواة كوديت، وعليه نستطيع أن نقول أن هذا الاضطراب الكيميائي إذا توفر معه الاستعداد الإرثي والسلوكي سوف يؤدي إلى ظهور الوسواس.

أرجو أن أوضح لك أيتها الأخت العزيزة أن مرض الوسواس القهري لا علاقة له بحديث النفس أو وسواس الشيطان.

أما فيما يخص العلاج، فهنالك العلاج السلوكي النفسي، ويتلخص في إقناع الذات وتحقير الفكرة الوسواسية، ومقاومتها، وعدم الاستجابة لها أو اتباعها، وهنالك العلاج الدوائي، حيث توجد الآن الكثير من الأدوية الفعالة والسليمة، منها على سبيل المثال وليس الحصر العقار المعروف باسم بروزاك وفافارين، وبفضل من الله يستجيب 85 % من مرضى الوسواس القهري بصورةٍ فعالة للعلاج، خاصة إذا التزم الإنسان بأخذه للعلاج واتباع الإرشادات الطبية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً