عندي ابنة، عمرها سنتان، شديدة الغيرة من أخيها الأصغر، وعمره ستة أشهر، تضربه وتؤذيه، مع أننا نحسن إليها، ولا نحسسها بذلك!.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم أن الغيرة حالة انفعالية يشعر بها الشخص ويحاول أن يخفيها، وقد يخفي الأطفال مظاهر الغيرة من إخوانهم الجدد بأسلوب تعويضي مصطنع، بعد أن يشعروا بأن مكانتهم الشخصية قد ضعُفت عند والديهم، ورغم أنك تقول بأن مكانتها ما زالت كما هي، وأنكم تحسنون إليها، إلا أن هذا طبع في الطفل الصغير، فهو يغار من أي إنسان أصغر منه سناً، حتى وإن كان بعيداً عنه، وقد يعمل أحياناً لإخفاء الغيرة بتقبيل أخيه وضمه إليه كعملية لإخفاء الغيرة، وأحياناً تظهر الغيرة في أمر سلبي، كالاعتداء والضرب والتخريب.

وطفلتك -أخي الكريم- بدأت تشعر بأن بعض امتيازاتها المادية والمعنوية بدأت تتضاءل، وقد تحولت إلى طفل آخر، فبدأت بالشعور بالقلق والكراهية لبيئتها، وقد تعمد إلى البكاء لجلب أنظار الغير لها أو تتظاهر بالمرض، وهنا أنصح الأم ألا تنصرف بكليتها لهذا الطفل الجديد، وعليها أن تبقى على صلة عاطفية ودية مع طفلتها الأولى، ولا تقلل من اهتماماتها بها، وكذلك ننتبه إلى قضية التفضيل بين البنين والبنات ومنحهم الامتيازات؛ لأن ذلك يولد في نفوس البنات الغيرة والنقمة، التي تتحول عند بعضهن في الحالات السيئة إلى كراهية الأطفال.
فحاول أخي أبو عبد الله أن تعمل على:

1- العدل والمساواة بين البنين والبنات.

2- أن تكون لديك حسن المعاملة مع طفلتك.

3- عدم التدليل الزائد لها؛ حتى لا يكون نقمة عليك وعليها.

4- جعل العلاقة بينك وبين طفلتك عادية طبيعية غير مبالغ فيها.

5- البعد عن الخلافات الزوجية، ومحاولة تهدئة الأجواء الأسرية.
وبالله التوفيق.