السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 19 عاما، قبل سبعة أشهر ربي ابتلاني بعدم الرضا والقناعة في جزء من شكلي، فأصبت باكتئاب شديد ونزل وزني من 42 إلى 38 كيلو، والجميع لاحظ، وشعري تساقط كثيرا، وحياتي تغيرت من السعادة وراحة البال إلى تعاسة، فلم أعد أشعر بلذة الأشياء مثل قبل، فأنا أصحو على بكاء وهم وحزن، وكنت أبكي عند أمي كثيرا وكانت لا تعلم ما السبب، وكنت أخبرها بأسباب غير صحيحة، أصبح عقلي لا يفكر إلا بهذا الموضوع لمدة سبعة أشهر، تأتي لي لحظات كنت أضرب هذا الجزء الذي أكرهه في، وأحيانا أود لو أضربه بالجدار فهذا إحساس داخلي غريب.
تعلقت بربي كثيرا وأصبحت أصلي الوتر والضحى بجانب الصلوات الأخرى، وأقرأ البقرة كل يوم وأستمع لمقاطع عن الرضا والقناعة وتطوير الثقة، فخفت حالة البكاء وارتحت قليلا، وأصبحت بعد كل فترة طويلة أبكي من شدة التعاسة التي أحس بها؛ والسبب الرئيسي في فقدان ثقتي هو استهزاء إخواني بي من باب المزح، وأحيانا يعترفون لي ببجاحة فيقولون: أنت جميلة ولكن هذا الجزء فيك قبيح.
إخواني غير كاملين أيضا ولكنهم أولاد ولا يهمهم المظهر، أما أنا بنت فأصبحت حساسة بهذا الموضوع، بالرغم أنه وأنا صغيرة كانوا يستهزئون بي لكن لم تهتز في شعرة، فكنت أرى نفسي أجمل الفتيات، ولكن الآن عندما تخرجت من الثانوي وجلست في البيت ثقتي نقصت، فأصبحت لا أحب الخروج للناس، وعندما أتكلم مع أحد من أهلي لا أستطيع النظر بعينه وأنزل رأسي قليلا، لا أحب نظراتهم.
الآن زاد همي هم آخر عندما تذكرت أني سوف أتزوج في المستقبل وأرزق بأطفال، فأنا خائفة أن يأخذوا هذه الصفة مني، لأن ابنة عمتي لديها هذه الصفة وأنجبت بنتا وأخذت هذه الصفة، فأنا خائفة من كلام إخواني وأهلي، لأنهم يهتمون في الجمال كثيرا، فعندما رزق أخي بفتاة أصبحوا يقولون له: نتمنى أن ابنتك لا تملك هذه الصفة. مع أني جميلة، كانوا إخوتي يقولون لأمي: نريد أن نتزوج بفتاة مثل أختي بيضاء وجميلة. ولكنهم يستهزئون بي أحيانا، صرت أخاف مقابلتهم حتى لا يستهزئوا بي.
في الأيام الأخيرة اقتنعت بما لدي، فأنا أشاهد نفسي في المرآة وتدمع عيني، وأقول: لماذا كنت أبالغ في كرهي لشكلي؟ فأنا -والحمد لله- جميلة، والناس كلما رأتني تمدحني لنعومتي الشديدة، لكني خائفة أن أرزق بأطفال لديهم هذه الصفة، أصبحت أتمنى أن أموت قبل أن يحدث هذا الأمر، مع أني كنت أعشق الأطفال لكن الآن أكره رؤيتهم، وأصبحت أكره رؤية صوري وأنا صغيرة، مع أن الصفة لم تكن واضحة علي وأنا صغيرة.
وأمس أصابتني كآبة من التفكير، فصليت العشاء وأجهشت بالبكاء، وطلبت ربي أن يرزقني رضا وقناعة، واستيقظت الصباح فأحسست بهم كبير لا زال على قلبي، نعم هذه حالتي منذ سبعة أشهر، فأنا أرتاح ساعات قليلة من التفكير والهم، وأرجع إلى همي مرة أخرى، فانقطع أملي بأن أرجع واثقة بنفسي تماما مثل السابق، وبدون التفكير في المستقبل والأطفال.
كنت أريد أن أذهب إلى طبيب نفسي، ولكني لا أستطيع أن أخبر أهلي فهم تقريبا يخجلون من هذا الشيء، هل تعتقدون أن الأدوية النفسية مثل السيبرالكس يمكن أن ترد لي راحتي والشعور بالسعادة والثقة مثل قبل؟
آسفة فكلامي مضطرب مثل مشاعري لكن أنقذوني وادعوا لي.