السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، انفصل والدي عن أمي منذ سنوات، ووجدت الجفاء من أبي منذ صغري، حتى أصبحت نفسيتي متعبة، وتعرضت للظلم من قبل زوجة أبي، اتهمتني ظلمًا أني طلبت منها مبلغًا كبيرًا، والمبلغ الذي طلبته أقل من ذلك بكثير.
وفي الحقيقة أخشى أن أكون قد قطعت رحمي، فأنا لا أذهب إلى منزل والدي كثيرًا؛ لأني إذا ذهبت إليهم رجعت باكية لأسباب عديدة، منها أن أبي ﻻ يشعرني بقيمتي، وإن زرته لا يجلس معي، ولا يسألني عن شيء، ولا ينظر إلي، كأني غير موجودة، وجرحني جرحًا ﻻ أنساه حين تشاجر إخواني الصغار، فخاصمته عمتي، وقال أمامي: هؤلاء أبنائي وأنا ربيتهم، فأشعرني أني لست ابنته، والله لقد جرحني، ومن ذلك أني أشعر بالقهر حين أرى إخوتي من أبي في أجمل الملابس ويمتلكون أحدث الأجهزة.
وأيضًا أخته جرحتني، قالت أمام أقاربي: إن شاء الله تتوظف، وتكف يدها عن الناس. ويشهد الله أني لم أذهب لهم من أجل ريال أو ريالين، إنما أزورهم إرضاء لله تعالى، وحتى ﻻ أكون قاطعة رحم.
نفسيتي متعبة جدًّا، وأتمنى أن يهتم أبي لأمري ويسأل عني، فمصروفي الشهري الذي يرسله لي قليل جدًّا، وقد أرسلت له في العيد الماضي تهنئة على جواله، لكني لم أجد منه ردًّا، وكنت أواسي نفسي وأقول: غدًا سيرد، وها هو العيد مقبل -بإذن الله-، وسيصبح لرسالتي سنة كاملة ولم أجد لها ردًّا، أنا مللت من هذا الظلم وهذا الجرح، ودمعتي ﻻ تتوقف.
ودائمًا أحلم به، وعندما تكررت الرؤيا فسرها الشيخ بقوله: خيرًا إن شاء لله، إن صدقت الرؤيا فربما علاقتك بأبيك متوترة قليلًا، أو شبه منقطعة والله أعلم، هو مغيب عنك، ولا يسمع منك، عليك ألَّا تنقطعي عنه مهما صار، وأن تتواصلي معه، لعل الله يحنّ قلبه عليك إن شاء لله.
سؤالي: هل إن توقفت عن زيارتهم أكون قاطعة رحم؟ رغم أني مجروحة منهم كثيرًا، ولا أجد من يذهب بي إلى بيت أبي من أهلي، وإخوتي من أمي صغار جدًّا، والله المستعان، فوالله أنا أكتب لكم والدمع يسبقني.
جزاكم الله خيرًا.