السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة من اليمن، متزوجة طالبا مغتربا مع أهله من عائلة ميسورة، وبعد الحرب غادرت اليمن للحاق بزوجي، وقد رأيت أسرًا كبيرة، وعوائل غنية أصبح دخلها شبه معدوم، كما أن أبي رجل مقتدر، وأكاديمي مرموق، لكن نتيجة الحصار، وانعدام الأشياء أصبح بصعوبة يسيّر أموره.
هنا بالسعودية الحياة مرفهة عن هناك، خاصة هذه الأيام، وفي مناسبة بسيطة تكلفت نظرا للعادات بالفستان والمشغل ما يسد رمق أسرة لشهر هناك.
سؤالي: أنا لم أعد أحتمل أن أصرف شيئا على نفسي، وآخذ مصروفي، وأجمعه لأتصدق به، فمن الأولى به؟
لست بحاجة أن أصرف للكماليات، فاحترت لمن أتصدق بمصروفي الذي آخذه من زوجي -وقلبي يحترق عليه- على زوجي الطالب المسكين الذي يعيش على أهله -المديون كما يقول- والذي أجده مرفها مقارنة بأهل اليمن، أم والدي اللذين يعيشان بالحرب وهم أعزة قوم، لكنهم يسترون النقص بالعزة، وصحتهم تدهورت من شدة الضيق، أم إخواني الشباب الذين بالكاد يدرسون ويذهبون على أقدامهم إلى الكلية، ويتصبرون، أم جيران أهلي الذين أصبحوا يعيشون بدون رواتب بسبب الحرب، أم الناس الذين أصلا كانوا فقراء، وما زالوا فقراء، أم الناس المتضررين بالمحافظات الأشد تضررا؟ احترت بين الأقربين وشدة الحاجة!
لا يوجد لدي الكثير، لكن قليلي هذا من الأولى به؟