السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن يطرح الله فيكم الخير الكثير، وأن تفيدوني بمشكلتي بما يرضي الله عز وجل.
أنا امرأة متزوجة منذ سنتين ونصف، لدي ابنة بعمر سنة ونصف، زوجي ملتزم، ويعجبني فيه بره بوالديه، وحبه لفعل الخير، وأعلم أنه تحصل العديد من المشاكل في جميع البيوت، ولكن في بعض الأحيان لا نستطيع حل مشاكلنا بأنفسنا.
زوجي إنسان طيب جداً، ولكن لا يعرف كيف يتصرف وقت المشكلة، ومتردد، ويتخيل أو يتوقع أشياء لا أفعلها، كأن أرفع صوتي عليه، أو أني سأغضب، فلذلك يتردد ويتأخر في إصلاح أمورنا.
قبل ٧ أشهر ضربني زوجي ورماني أنا وابنته أمام عيني والدي في الشارع قريباً من بيت أهلي، والسبب أني أقفلت الباب بالقفل من داخل البيت، وجلس ينتظر عند الباب أقل من دقيقة، فشتمني، وسبني، ولعنني في السيارة، ولما طلبت منه أن يسكت ضربني، وحين رأيت والدي ووالده طلبت الانفصال، وطلبت أن لا أراه مرة أخرى، ومنذ ذلك الوقت لم أجتمع معه، فقد صار بيننا حاجز وفجوة كبيرة أكبر من المشكلة، والسبب هو البعد وعدم التواصل.
بعد شهر عاد يراسلني، ولكني لم أرد عليه، وبعدها أرسلت له بأني أستأذنه بأن أسافر مع أهلي، وعندما أرجع سنتكلم في مشكلتنا؛ لعل السفر يهدئ من نفسي ويغير من رأيي.
فعلاً بعد رجوعي غيرت رأيي بالانفصال، وصرت أفكر بأني سأرجع، خصوصاً بعد أن رأيت ابنتي مشتتة بيني وبين أبيها، فصار تواصلي معه بالرسائل، ونقاشي يكون فيما يخص ابنتي فقط، وبعد مرور ٥ أشهر قررت أن أعطيه فرصة أخرى.
قلت لوالدي بأني سأرجع بشرط أن يحسن عشرتي، وطلبت من والدي أن يفرض لي رضوة، إلا أني اشترطتها وهي مبلغ من المال، واتصل زوجي، واتفق مع والدي بأن يجتمعوا من أجل الصلح، ولكني عندما أتذكر حياتي معه والموقف الذي حصل أقرر بأن لا أعود إليه، ولكني أتعوذ من الشيطان وأقول بأنه يريد أن يفرق بيني وبين زوجي، وأدعو الله بالهداية لي وله.
طبيعة زوجي: إنسان طيب جداً، ولكنه كسول، ولا يحب أن يتحمل أي مسؤولية، بار بأمه كثيراً، وحسن المعشر معي، ولكني لا أدري متى يرضى أو يغضب لأنه كتوم جداً، وانفعالي، وحصل أنه عدة مرات عندما يغضب ينزل من السيارة ويضرب الطرف الآخر، ولكنه أول مرة يمد يده علي، وانفعالاته أحياناً لا يكون لها سبب، أو أنها تكون بسبب ولكنه تافه جداً، فأغلب المشاكل التي تحدث بيننا يكون هو السبب فيها، وتكون المشكلة من لا شيء!
مشكلته أن الحوار معه صعب، ويدعي حبه لي، وعندما أسأله وأقول: "في ذمتك هل أنا مقصرة معك؟" فيحلف ويقول: لا، وأني حسنة العشرة، وأنه لا ينقصني شيء، وأن أخطائي معه لا تذكر، وأني أخاف الله فيه وفي ابنته، ولكن تصرفاته معي عكس كلامه لي، فهو في وقت غضبه يقول بأني سيئة، ويلعن اليوم الذي أنجبت له بنتاً وكنت سبباً في أبوته، وأني لا أستحقه.
هذا عدا كذبه علي، كأن يقول بأنه صلى وهو لم يصل، أو يقول بأنه ذهب إلى العمل وهو لم يذهب، وعندما أسأله يقول بأنه يخشى أن أزعل وأغضب، وأتوقع أن سبب كذبه بأنه يعاني من اضطراب نفسي بسبب المشاكل العائلية بين والديه، وأن المشاكل أثرت عليه، وأنه دائماً يحاول تغيير نمط تفكيره للأحسن، ولكنه سلبي، بينما أنا إنسانة أحب الحياة والحركة وأكره الكسل والكذب كرهاً شديداً، ويشهد الله أني دائماً أتجنب حدوث المشاكل، وأحاول حلها بهدوء، ولكني أعجز بسبب سوء تصرفه معي.
أنا في حيرة من أمري، هل أرجع له أم لا؟ ولو جاء فهل أقابله بابتسامة أم أنفجر وأقول له كل ما في نفسي تجاهه؟ هل أطيع والدي وأنفصل عنه، أم أعطيه الفرصة الأخيرة؟
أتمنى أن تساعدوني، فأنا لا أحب أن أشتكي، ولكني تعبت من سوء سلوكه معي، ولكن في نفس الوقت هو والد ابنتي، فأرجو أن تفيدوني، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.