الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعبتني ضغوط الحياة وقلة التقدير من زوجي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحتاج نصيحتكم، أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات، ولدي طفل عمره 8 شهور، وزوجي رجل محب ومجتهد لكن طباعه حادة، أنا موظفة في القطاع الخاص وعندي الكثير من المسؤوليات، بالإضافة إلى مسؤوليات زوجي، أصحو فجرًا وآخذ طفلي عند أهلي ثم أذهب للعمل، وعند عودتي أذهب لأخذ طفلي إلى منزلي، والقيام بكافة الأعمال المنزلية والأعمال الخاصة بطفلي، ثم تمضية الوقت معه حتى يعود زوجي، هذا روتيني اليومي، متعبة ومرهقة، فأنا أعمل منذ الساعة 6 صباحًا حتى 11 ليلًا، بعد التأكد من نوم طفلي وزوجي.

أشعر أن جهدي وتعبي غير مقدر من زوجي، فأنا أعمل فوق طاقتي، وهذا الشيء جعلني سريعة الغضب وقليلة الحِلم، خصوصًا مع زوجي؛ لأنه يحب استفزازي ويستمتع بإغضابي، وينال مراده في كل مرة يحاول ذلك.

حاليًا أشعر أن حياتي تدور حول ابني وزوجي والبيت والعمل، وألوم نفسي بأني مقصرة في كل شيء، مع أني والله يشهد أحاول بكل طاقتي، وأفضلهم على صحتي الجسدية والنفسية، صرت منطفئة ومكتئبة بسبب الضغط النفسي، والشعور بأني غير مقدرة، فكيف أتخلص من هذا الشعور لأنه يؤثر على حياتي؟ وكيف أشعر بالامتنان ليومي المزدحم؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Afnan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

التعرف على المشكلة ثلث العلاج، وتحديد ما يعالج وما لا يعالج ثلث آخر، وطريقة المعالجة الثلث الأخير، والمشكلة تتحدد في أمرين:
1- عملك المجهد المستنفد -تقريبًا- لوقتك وجهدك كاملًا.
2- عدم تفهم الزوج لهذا الإجهاد، وعدم تقديره لما تبذلينه من عمل.

تحديد ما يعالج وما لا يعالج:

- الطبائع الذاتية منها ما هو قابل للتغيير وما ليس كذلك، وعليه فلا بد ابتداء من الاجتهاد في تغيير طبيعة الزوج؛ لينتقل من السلبية وعدم تقدير الغير إلى الإيجابية، فأنت يمكنك متابعة كافة أعمالك إذا وجدت التقدير المناسب لك، وحتى نصل إلى تغيير طبيعته نحتاج إلى ما يلي:

1- الاعتياد على مدحه عند الإحسان أو الاجتهاد، والثناء عليه عند التعب والإرهاق، فإنه متى وجد منك الاهتمام المتواصل به؛ فإنه سيدرك قيمة ذلك.

2- إذا قدرك أو مدحك -ولو بكلام بسيط- فضخمي ذلك، وأخبريه أن تعبك قد زال -أو كاد- بمجرد سماع هذه الكلمات منه، وأكثري من مدحه على ذلك.

3- الحديث معه متى ما رأيت نفسيته مهيأة للاستماع عن حاجة كل واحد منكما إلى الآخر، وتفهم المصاعب المحيطة به، والحاجة إلى عامل إيجابي حتى تستقر النفس وتتوازن، طبعاً اذكري ضرورة هذه الاحتياجات لكل منكما، استمري على ذلك فترة، وإذا وجدت أدنى تحسن فاستثمري ذلك.

أما إذا وجدت استحالة تغيير طباعه، وأن الإرهاق البدني والنفسي قد أتعبك، فلست ملزمة بالعمل، وعليه فننصحك بأخذ إجازة والتفرغ لنفسك وبيتك وزوجك، وإذا شعر الزوج بالحاجة إلى عملك؛ فيمكنك ساعتها الحديث معه عن حل وسط لاستيعاب كل منكما للآخر.

وفي الختام : ننصحك بالرجوع إلى استشاراتك السابقة، فإن فيها بعض الإرشادات المهمة لك.

وفقكم الله ورعاكم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً