الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهلع وتسارع نبضات القلب، هل هناك خطورة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا عمري (19) سنة.

مشكلتي بدأت منذ (4) أشهر تقريبا عندما أصبت بحالة هلع لم أعرف سببها، ولم أكن أعرف عن حالة الهلع شيئا وقتها، وكنت أعتقد أنها نوبة قلبية، بالإضافة إلى ذلك فأنا أشعر بنبضة قوية وغريبة في القلب، كانت تأتي مرة في اليوم، وأحيانا لا أشعر بها.

ذهبت إلى طبيب للقلب، وطلب مني القيام بعمل تحليل كامل للدم، وإيكو على القلب، وتحليل للغدة، وهولتر، وكانت النتيجة كلها سليمة عدا أن الهولتر سجل (145) حلقة من الـ (tachycardia) ولكن الطبيب لم يعلق عليها، وقال: إن نتائج الهولتر سليمة. وسألته عن النبضة الغريبة والقوية، فقال: إنها تدعى الـ (escaped beat) وتحدث لكثير من الناس.

اطمأننت بعدها لفترة حتى إن النبضة كانت تأتي كل (4) أيام مرة أو أقل، ولكن مؤخرا أصبحت تأتي هذه النبضة أكثر من (10) مرات في اليوم، فأصبت بقلق مجددا، وقررت أن أقرأ عنها على الإنترنت، فقرأت أنها ممكن أن تسبب موتا مفاجئا بسبب الرجفان البطيني؛ فزاد قلقي.

عند ممارسة الرياضة فإن معدل النبض للقلب يكون متزايدا في حدود من (90-120) لمدة تصل إلى (5 - 6) ساعات. فما سبب هذا التسارع؟ وما عوامل خطر ازدياد هذه النبضة؟ وهل علي الذهاب للطبيب مجددا؟

أرجو الرد السريع، واعذروني على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: أنت قمت بالاستقصاء والفحوصات القلبية الكاملة والدقيقة جدًّا؛ لمعرفة حقيقة هذه النبضات الزائدة، وما ذكره لك طبيب القلب هو عين الحقيقة، أطلعك الطبيب مشكورًا على نتائج الفحوصات، وكانت رائعة، وأعطاك المسمى التشخيصي لمثل هذه النبضات، وأنا أؤكد لك -أيها الفاضل الكريم- أنها منتشرة وكثيرة جدًّا، وهي حميدة، وبالرغم من أني غير مختص في أمراض القلب لكن من خبرتي واطلاعاتي وتجاربي الشخصية أقول لك: إن إجراء الهولتر (Holter) لعينة من الناس حتى وإن كانوا لا يشتكون أبدًا من وجود أو الشعور بأي نبضات سوف يظهر على الهولتر أن لديهم هذه النبضات الحميدة الفسيولوجية.

فيا أخِي الكريم: لا تنزعج أبدًا، وأنا أقول لك: إن القلق يزيد أو يجعلك تستشعر أكثر بهذه النبضات، فتجاهل الأمر تمامًا، توكل على الله، الأمر لا علاقة له بالموت -أيها الفاضل الكريم- والأعمار بيد الله، وعش حياة صحية سليمة، حياتك الصحية السليمة تعني: أن تنام مبكرًا، أن تمارس الرياضة، أن تُقلل أيضًا من شُرب الشاي والقهوة، وكل مثيرات (الكافيين Caffeine) التي قد تزيد من هذه النبضات أو الضربات الزائدة، وأن تحرص تمامًا على ممارسة التمارين الاسترخائية، وأن يكون غذاؤك متوازنًا.

الحمدُ لله تعالى أنا أرى أن قلبك قلب سليم وصحيّ، يستجيب استجابة فسيولوجية سليمة، وتزداد نبضاته حين تقوم بالجهد الرياضي، وهذا أمرٌ صحيٌّ وصحيٌّ جدًّا، فالحمدُ لله أنت بخير، لا توسوس، عش حياة طبيعية دون أي نوع من التوترات.

يمكنك أن تتناول أحد مضادات القلق مثل عقار يعرف تجاريًا وعلميًا باسم (موتيفال Motival)، تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، وليس هناك أيضًا ما يمنع أن تتناول الـ (إندرال Inderal) بجرعة عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ أو شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

أنت سليم، وسليم جدًّا، فلا تزرع في نفسك أوهامًا أنك مريض بأحد أمراض القلب، لا، هذه حالات فسيولوجية طبيعية، لكن نسبةً لحساسيتك النفسية وقلقك وترصُّدك الشديد للوظائف والأنشطة الفسيولوجية لجسدك تُلاحظ هذه النبضات.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً