الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر ببعض القلق والخوف مما يسبب لي أعراضاً في القولون

السؤال

السلام عليكم

أشعر ببعض القلق والخوف، وهذا الخوف يكون من تجربة شيء جديد مع أناس لا أعرفهم، وأقلق أن أشعر بالحرج دائماً معهم، وأحياناً يكون القلق بدون سبب.

قد يحدث يومياً مما قد يسبب لي العديد من المشاكل في القولون كالكثير من الغازات التي أحياناً يصعب التخلص منها وأحياناً مغص ويسبب لي أيضاً عدم راحة بعد الاستيقاظ من النوم أو في الصباح والرغبة في دخول الحمام، ولكن البراز يكون مشابهاً للبراز في حالة الإسهال، وبعدها لا أرغب في دخول الحمام إلى اليوم التالي، ويحدث نفس الشيء.

هل هذا قولون عصبي بسبب التوتر والقلق؟ وما العلاج؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bassem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القولون العصبي (Irritable Bowel) أو المصران الحساس هو نوع من الاضطراب العضوي، والأعراض الرئيسية فيه آلام بالبطن مع إسهال أو إمساك، وأحيانًا غازات، وبعد الفحوصات المضنية والاختبارات الكثيرة لا يوجد سبب عضوي لهذا المرض، فهو مرض يُصيب الجهاز الهضمي غالبًا ولا يوجد له أسباب.

بعض الأعراض التي ذكرتها شبيهة بالقولون الحسَّاس، ولكن الخوف من الناس والحساسية – كما ذكرتَ في البداية – يعتبر نوعاً من القلق الاجتماعي، يعني عندك قلق اجتماعي، وعندك أعراض مشابهة للقولون العصبي، وقد تكون الأعراض التي تعاني منها أعراض جسمانية لحالة القلق التي تعاني منها، وهذا وارد، يعني القلق عادة له أعراض نفسية وأعراض جسدية، ولكن القولون العصبي هو اضطراب يُصيب الجهاز الهضمي فقط، آلام بالبطن مع إمساكٍ أو إسهالٍ وغازاتٍ أحيانًا، ولا يُوجد سبب عضوي لهذا الشيء.

القولون العصبي ليس له علاج معين أو مُحدد، يجب أن تبتعد عن أي شيء يُهيج القولون، مثل البهارات، أو البقوليات، أو أطعمة معينة تشعر بعد تناولها بهيجان القولون، أو أشياء مُحددة تُسبب هذا الأمر فيجب الابتعاد عنها، وعليك بتجاهله، وعش حياة طبيعية.

أما القلق الاجتماعي فيحتاج إلى علاج نفسي سلوكي، وعلاج بالاسترخاء.

ممارسة الرياضة، كالمشي والتمارين الرياضية الخفيفة، والاسترخاء عن طريق أخذ نفسًا عميقًا ثم إخراجه ببطء وقوة، يوميًا، لعدة دقائق، والاسترخاء أيضًا عن طريق عضلات الجسم، بشدِّ مجموعة من العضلات مثل اليدين، ثم الرجلين والفخذين، وتُرْخيها بعد ذلك، وهذا يؤدِّي إلى الاسترخاء النفسي، الاسترخاء الجسدي ثم الاسترخاء النفسي، وأيضًا التدرج في مواجهة هذه المواقف الاجتماعية التي تُسبب لك القلق، لا تهرب منها، بل واجهها، فإذا عملت بهذه الأشياء -إن شاء الله تعالى- الاسترخاء مع المواجهة مع الابتعاد عمَّا يثير القولون سوف تتخلص من هذه الأمور وهذه المشاكل.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً