السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدايةً أنا شخص ملتحٍ منذ أربع سنوات، وعمري ثلاثة وعشرون سنة، وقد قدَّر الله لي من الهداية ما يشاء، ولكنني أجد - في بعض الأحيان - أني تسرعت بإطلاق لحيتي -التي تشير إلى الإستقامة والالتزام - وأحاول جاهداً بإذن الله أن أكون كذلك، فلحيتي تمنع الناس مخالطتي بشكلٍ كبيرٍ، فمثلاً إخوتي يتضايقون أحياناً من وجودي معهم في سفرٍ أو في السيارة، أو حتى عند ذهابي معهم؛ لأنهم يسمعون الأغاني ويدخنون ويفعلون أشياء غير شرعية، وأنا - كما يفكرون - مخرب لأمرهم هذا!
كذلك أبناء عمومتي، لا أحد منهم يسأل عني، ولا يريدون مصاحبتي أو دعوتي عندهم، أو يأتون لزيارتي بسبب أن - كما يقولون - ملتزم، وتصرفاتهم لا تعجبني؛ حيث أن بها مخالفات شرعية كالغناء والتدخين وقصص علاقاتهم .. الخ.
أضف إلى ذلك أصحابي القدامى عندما أزورهم في مجالس تجمعهم.
وأذكر أنه كان هناك خطبة لابنة خالتي وقاموا بتشغيل الأغاني والرقص، وعندما خرجت وصفوني بالمتشدد والكئيب.
يا أخي أقولها وبكل صراحة بدأت بالندم في داخلي؛ لدرجة أني أصبحت أريد أن أسمع الأغاني وأن أقيم علاقات مع النساء و....وحتى الزنا والعياذ بالله!
أصبحت - والعياذ بالله - أفعل المعاصي سراً من شدة ما أجد من الفراغ.
أصبحت أقارن نفسي بيني وبين إخوتي، فهم خارج البيت طوال الوقت، ولا تكاد أجهزتهم تنطفئ من الاتصالات وأنا على نقيض ذلك.
لا تقل لي صاحب الأخيار، قد صاحبت العديد منهم، ولكن لم يكونوا لي بعزيز صاحبٍ إلا قليلاً منهم.
يا أخي لا أقول لك أني مثالي، ولكني شخص طيب الطباع حسن الخلق، لا أُغضب أحداً ولا أسيء إلى أحد، ولا يوجد من عرفني ولم يثنِ عليّ، فلماذا الناس وخصوصاً الأقربون ينفرون مني!
أكان التزام العبد منفراً؟!!
أم اللحية منبوذة وشكلها كريه؟!!
ما لي أراهم كثراً في المعاصي؟!!
أللمعاصي لذة تفوق لذة الطاعة؟!!
لا تلوموني؛ فعندما أجد القريب والبعيد يخشون مصاحبتي - لأني ملتزم - وهذا قولهم - فلا بد أن أخرج من فيض ما لديّ وإلا متُّ كمداً.