السؤال
السلام عليكم
شكراً على منصتكم الجميلة، التي دائماً ما تمدنا بالنصائح والتوجيهات.
نحن أسرة مكونة من أربع بنات وولدين وأبي وأمي، منذ صغرنا عهدنا المشاكل بين أبي وأمي في أشياء أعتبرها صغيرة جداً، أبي كان مغترباً في الخارج، وأمي استسمحته للعمل مع أختها كي تساعدها، وكي تملأ فراغها، وعملها ليس فيه ما يغضب الله، بل هو في مجال التعليم.
أبي منذ صغرنا يعترض على طلب أمي الملحّ بالعمل، لكنه سمح لها وهو بعيد أن تعمل، وكلما جاء لزيارتنا أخذت إجازة، حتى أتى الوقت الذي انتهى فيه اغترابه هنا بدأت المشاكل تتفاقم كثيراً، لأن أمي اعتادت على العمل فلم تعد تستطع أن تتركه، وأبي يريدها أن تتركه ما دام موجوداً، علماً أنها لم تقصر من ناحية تربيتنا أو واجبات المنزل.
وصلنا لمرحلة أنها طلبت الطلاق لأكثر من مرة، ولكنه رفض لكيلا تتفكك الأسرة، وظل غاضباً عليها لأنها لم تطعه بترك العمل.
هي أخبرته أنها يمكن أن تترك العمل ولكنها ستكون مكتئبة وستمرض، فرفض ذلك ولكنه لم يستطع تقبل فكرة أنها لا تزال تعمل، علماً أن أمي وأبي كبيران في السن.
حال بيتنا لا يسر أحداً، فأبي يعتبر أمي ناشزاً، واتخذ غرفة بعيدة في المنزل كيلا يراها أو يتعامل معها، حتى إنه لا يقبل الطعام الذي أدخلت فيه يدها، وأمي تقول لنا إنها حين طلبت الطلاق تريد أن تبرأ ذمتها أمام ربها كي لا تعتبر عاصية لزوجها، وهي لا تستطيع ترك العمل، فقد أصبح جزءاً من حياتها وكيانها.
نحن في حيرة من أمرنا، لأن هذه المشكلة قد أصبحت جزءاً من حياتنا، أنا -لله الحمد- وصلت لعمر أستطيع التمييز فيه، لكني خائفة على إخوتي الصغار أن يتأثروا ويتبعوا طرقاً غير صحيحة للهروب من واقعنا الذي أصبح مليئاً بالمشاكل.
ما هو توجيه الدين الإسلامي في هذا الوضع؟ ومن منهما يعتبر المخطئ؟ وماذا علينا أن نتبع كي نحل هذا الخلاف بشكل دائم؟