الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتبطت بعلاقة مع شاب لكنه يماطل في خطبتي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله ..

أشكركم على خدمتكم الرائعة والمستمرة والتي يجدها الشخص في الوقت المناسب، بالإضافة إلى تجربتي الرائعة معكم سابقًا في تقديم استشارة.

عمري 26 سنة، وتقدم لخطبتي من خمسة أشهر زميل عمل يعرفني منذ سنتين ونصف، وقد تكرر منه التقدم لي طوال السنتين ونصف الماضية، ولكني كنت أرفض، والآن وافقت على الارتباط به، حيث أجرى اتصالًا هاتفيًا مع والدي، وأخبر والديه، ولكن لم تتم أية زيارة بين الأهل، لأنه مسافر، وننتظر قدومه من عمله في الخارج.

تأخر في الرجوع بسبب ظروف معقدة في العمل، وخلال فترة الخطبة تحدثنا كثيرًا، وتواصلنا كأننا شبه مخطوبين، لكني ألاحظ بداية انسحابه التدريجي من العلاقة منذ أسابيع، علمًا أنه يدعي أنه يحبني، وأنه ينتظرني منذ سنتين ونصف، رغم سفره وعمله في الخارج، وأنه كان صريحًا معي منذ البداية، وأخبر أهله وأهلي بموضوع الزواج، وأن انقطاعه عني سببه الرئيسي ضغط عمله، والذي يضطره للنوم في مكتبه أحيانًا، والذي يجب أن ينهيه؛ حتى يتمكن من العودة للوطن وإتمام موضوع الخطبة. لكن ما أعرفه أنه في بداية العلاقة كان مندفعًا جدًّا، ويحادثني كثيرًا رغم أعماله، ويعاتبني كثيرًا حين أتغيب عنه.

أمَّا الآن -منذ يومين أو ثلاثة أيام-، لم يبادر بالحديث معي، بحجة ضيق الوقت، وأنا أضيع فرص زواج كثيرة بسبب هذا الشاب، كما أني أضعت فرص إكمال دراسات عليا بسبب ارتباطي به، نظرًا لوجوده في دولة أخرى، وأتشاجر مع والدي كثيرًا بسبب ذلك، خاصة أني لست صغيرة، والمجتمع لا يتقبل فكرة تأخر الزواج.

أرجوكم أرشدوني ماذا أفعل؟ هل أستمر في علاقة مبهمة؟

أخبروني عن طبيعة التركيبة النفسية للرجل، هل يمكن لضغوط العمل أن تبعده أيامًا طويلة فعلًا دون أدنى اهتمام؟ أم أصابه الملل من العلاقة ويريد الانسحاب؟ هل يتهرب من العلاقة، وعلي أن أنهي موضوعه لكسب رضا والدي، وتأمين مستقبلي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل مع موقع إسلام ويب، ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأما الجواب على ما ذكرت:

بداية عليك أن تعلمي أنه لا يجوز شرعًا لرجل أجنبي أن يكلم امرأة أجنبية، ويكون له علاقة معها، فقد نهانا النبي (ﷺ) عن أن يختلي رجل بامرأة، حيث قال: «لَا ‌يَخْلُوَنَّ ‌رَجُلٌ ‌بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ»، وقال (ﷺ): «‌أَلَا ‌لَا ‌يَخْلُوَنَّ ‌رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ، فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ».

والتواصل عبر الهاتف من الخلوة المحرمة، ولا تخلو من كلمات الغزل والغرام، والكلمات الخادشة للحياء، وقول ما يكون ما لا يكون إلا بين الزوجين، ولأنه يُخشى أن يصل الأمر إلى ما يُغضبُ الله تعالى من الوقوع في الحرام، فهذه العلاقة قبل الزواج عادة دخيلة على المسلمين، وهي من التقليد لأعدائنا، فالكلام واللقاء مع الشاب يحرم، وعليك أن تسرعي إلى التوبة إلى الله تعالى من هذه العلاقة، وقطعها فورًا؛ لأن هذا فيه تجرؤ على ما يُغضب الله تعالى، ونخشى أن يتأخر زواجك؛ لأن الله لا يُوفِّقُ مَن كان على معصيته، ولذلك لا تهتمي إذا لم يتصل بك لبعض الأيام؛ فإنه خير، وتواصلكما لا يجوز خاصة إذا كان فيه ما يُغضب الله، وترك الحرام خير.

أمَّا الاستمرار مع هذا الشاب وأنه سيتقدم لخطبتك أم لا، فعليك أن تكوني صريحة معه وتكلميه أن يتقدم للخطبة وألَّا يتأخّر أكثر من ذلك، ودعي العواطف جانبًا، فلا يوجد حب قبل الزواج، وضعي له فترة زمنية محددة؛ فإن حدد موعدًا وتقدم وقتها للخطبة وللزواج فالحمد لله، وإلَّا فلك أن تقرري في أمرك ما تشائين، والأولى أن تتزوجي برجل صالح يعينك على أمور دينك، ويكون بعيدًا عن الأمور المنافية للدين والأخلاق.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً