السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة في العقد الثاني من العمر، عشت مع عائلة متزعزعة ومشاكل لا نهائية، أحاول منذ الصغر أن أتأقلم بلا فائدة، عشت مرحلة المراهقة كأسوأ مرحلة في حياتي، لقد عانيت فيها من الرهاب والقلق والوسواس والهلع وبدرجة متوسطة من الاكتئاب.
عندما التحقت بجامعة الطب كنت سعيدة، ولكن مع مرور الأيام وكثرة الضغوطات الدراسية والنفسية والعائلية والاجتماعية، وكوني شخصًا انطوائيًا، لا أرغب في معاشرة الناس والاختلاط بهم زادت مشاكلي الضعف، واحتد اكتئابي وأصبح شديدا يصعب التخلص منه، ولا أستطيع التحكم به.
عائلتي لا تسمح لي بزيارة الطبيب، قد خاطرت مرةً وأخبرتهم، ولكنهم رفضوا رفضا قاطعا، فيما بعد بحثت بنفسي عبر شبكة الانترنت عن الأدوية النفسية في موقعكم الكريم وحاولت تشخيص حالتي، وصممت على دواء البروزاك لمدة 6 أشهر، عندما وصلت للشهر الثالث أهلي علموا بوجود الحبوب وأخذوها مني، تكلمت مع أبي وأخبرته أني بحاجة ماسة للطبيب، ولكنه كان يحاول أن يقنعني بأن لا حاجة له وأنني بخير، مرت الأيام وفقدت الأمل بالشفاء كليا، فكرت مرة أخرى بأخذ الدواء، ولكن عائلتي حرموني من مكافأتي المالية أيضا.
تفاقمت حالتي أكثر، مشاكلي تزيد ونفسيتي محطمة محبطة، قدراتي العقلية متهالكة وتكاد تكون درجاتي سيئة، وأصبحت فاشلة ولا أقدر على الدراسة، أصبحت منعزلة عن العالم كليا، لم أعد أقدر على التحمل! اقترضت مالا من إحدى صديقاتي، والآن أريد أن آخذ دواءً آخر يدعى "seroxat" فالحقيقة البروزاك لم ينفعني كثيرا بالرغم من أني أخذته 3 أشهر، وأيضا تكلفتي المادية لا تسمح لي بشرائه، حيث إن السيروكسات أصبح بـ65 وهو جيد لي، ولكنني متخوفة من آثاره الانسحابية، وأخشى أن أعود إلى حالتي، أم آخذ الفلوزاك؛ لأنه شبيه بالبروزاك وسعره أقل!
أيضا أنا خائفة جدا من فكرة أن الدواء عندما أتركه أعود لحالتي وأسوأ، فهذا سبب آخر جعلني أتراجع عن فكرة العلاج.
لدي توأم كان لديها البوليميا، وقد اضطر أهلي أن يذهبوا بها عند الطبيب عندما روأ حالتها السيئة أمام أعينهم، قد مرت سنة ونصف على ذلك، ومن الأدوية التي كانت تأخذها البروزاك والسيروكسات معا، لقد أحبطني ردها عندما أخبرتها بأنني سأتعالج بإحدى الأدوية التي كانت تأخذها أخبرتني حينها إنها لا جدوى منها وأنها مجرد مهدئات.
أنا الآن في حيرة من أمري، وقليلة الحيلة فساعدوني -جزاكم الله خيرا- وأخبروني ماذا يمكنني أن أفعل في نفسي؟ لأنني أصبحت لا أطيق حياتي، ولا شيء فيها، أفكار الموت لا تخرج من رأسي، ولا أستطيع التحكم بنفسي وبمشاعري، أصبحت على جرف الهاوية.