السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في البداية أودّ أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، فقد ترددت كثيرا قبل طرح مشكلتي هذه، ولكن تعبت وأود الاستشارة والمساعدة.
أنا فتاة أبلغ من العمر 27 عاما، وهبني الله نعمة الجمال، ولكن توفي أبي منذ 20 سنة، وكنت شديدة التعلق به والمحبة له، عانيت من بعده من قلة الحنان والاهتمام من أمي، بالرغم من تضحياتها، لكن لم تحتضني يوما، أو تحرص على معرفة ما يتعبني ويحزنني، ومرت السنوات الدراسية والجامعية وبعد معاناة وانكسارات شديدة أصبحت في مركز مرموق، وأصبحت أكثر التزاما بفضل الله، ولكن بعد مرور سنتين من عملي أصبت بحزن شديد لم أدرِ ما سببه، وذهبت لطبيبي النفسي، واكتشفت اني أعاني من الاكتئاب، ولازلت أتعالج منه منذ 4 سنوات وحتى الآن.
تعرضت لمشاكل كثيرة بعملي بجانب الاكتئاب، ولكني خرجت منها أقوى، حاولت ان أتعايش مع الاكتئاب ومع أوجاعي في الحياة من قلة الحب والحنان والاهتمام، فبفضل الله لم أبحث يوما عن الحب خارج الإطار الشرعي، وتقدم لي كثيرون، ولكني لم أشعر بقبول تجاه أحد سوى شخص واحد كان مناسبا لي جدا، ولكن لظروف تخص أمي لم يكتمل الموضوع، وأصبحت أعاني أكثر وأكثر من كلمات أمي حتى الآن، ولومها لي على أمر ليس بيدي، وهو أنني لم أرتبط.
بالإضافة إلى سؤال الناس وتعجبهم من أنني جميلة ولَم أرتبط، أصبحت أشعر بمعاناة كبيرة جدا، وأحاول تحملها على أمل أن يعوضني الله عن كل شيء، خصوصا عن موت أبي، وحرماني، واحتياجي الشديد للحب والحنان، ولكن مرت الأيام ولَم أَجِد القبول تجاه من يتقدمون لي، ولَم يشعر قلبي تجاه أحدهم بالارتياح، وبأن هذا هو من يبحث عنه، حتى أكملت عامي 27 منذ أيام قليلة، حينها بدأت أشعر أنني في مأساة؛ لأنني لم أَجِد الشخص المناسب حتى هذا السن.
كنت أعمل الرقية، وأقرأ سورة البقرة، وأتصدق، وأستغفر كثيرا كي يجبرني الله، كنت أدعو الله كل شهر، وأنتظر أن يفرحني بنصفي الطيب، ولكن يمر الشهر دون أن أفرح، أو أشعر بعدها بالإحباط شديد.
أكتب الآن وأنا أبكي، وأتذكر كم رمضان مر علي منذ أن تخرجت وأنا أدعو الله فيه بأن يرزقني بالزوج الصالح ولَم يستجب لي عز وجل، لا أعلم هل الله غاضب علي؟ أتذكر جيدا أنني لم أؤذي أحدا يوما ما، ولَم أحاول أن أغضب الله، فلماذا يحدث معي كل هذا؟
أعرف أن الزواج نصيب، ولكني لم أعد أتحمل الحرمان من الحب والحنان والبيت الدافئ، لم أعد أتحمل كلام وضغط أمي والنَّاس علي، أمر ليس بيدي، كل ما أريده هو زوج محترم حنون يحب الله مناسب لي اجتماعيا وفكريا، هل هذا شيء غريب؟ بالإضافة إلى رغبتي الشديدة في أن أصبح أما، ويكون لدي أطفال يعوضوني، وأمارس معهم ما فقدته من حب وحنان إن شاء الله.
أنا والله لا أعترض على ما يحدث معي، فأنا أحب الله جدا، ولكن لا أعلم لماذا يحدث كل هذا معي؟ لماذا أنا في أشد الحاجة للزوج والأطفال والبيت الدافئ ولَم يستجب لي الله رغم كل ما أفعله من دعاء واستغفار، هذا بالإضافة إلى معاناتي النفسية من اكتئاب وفقدان لأبي حبيبي.
في النهاية أودّ أن أعرف كيف أرتاح من البكاء والحزن بسبب عدم التقائي بالزوج الصالح للآن؟ ماذا أفعل ليستجيب الله لدعائي؟
وأود أن أعرف ما هي نهاية مرض الاكتئاب؟ فبعد مرور 4 أعوام من العلاج تحسنت كثيرا بفضل الله وقلت جرعة العلاج، فماذا بعد إنهاء علاجي؟ هل سيعود الاكتئاب ؟ أم أن ظروف حياتي ستتغير للأفضل؟ وهل لمضادات الاكتئاب تأثير علي بعد ذلك وبعد التوقف عنها تماما؟
أعتذر بشدة عن الاطالة، وأود أن لا تنسوني من صالح دعائكم في هذه الأيام المباركة، وجزاكم الله خيرا.