الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي وسائل الوقاية والعلاج من العين والسحر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرًا على جهودكم.

لدي أكثر من سؤال:

ما هي أعراض العين؟ وهل من يداوم على قراءة القرآن الكريم والأذكار يمكن أن تصيبه العين أو السحر؟ وما هو علاج العين أو كيف نرتقي منها؟ وما هي الرقية الشرعية الصحيحة؟

أرجو منكم الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب عن الأسئلة:

لا شك أن العين سبب لبعض الأمراض التي تظهر على الإنسان، ولا يعرف لها سبب عضوي من خلال الفحوصات الطبية، وهو مرض له أثر على المعيون، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " الْعَيْنُ حَقٌّ" [رواه البخاري ومسلم].

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: " الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا " [رواه مسلم].

وأما أعراض العين فهي كثيرة متعددة ومن ذلك: صداع متنقل، وصفرة في الوجه، كثرة التعرق والتبول، ضعف الشهية، تنمل أو حرارة أو برودة في الأطراف، خفقان في القلب، حزن وضيق في الصدر، ألم متنقل أسفل الظهر والكتفين، أرق في الليل، انفعالات شديدة من خوف وغضب غير طبيعي، كثرة التجشؤ والتنهد، حب الانعزال، الخمول والكسل، الرغبة في النوم، ومشكلات صحية أخرى لا سبب لها طبيًا، وقد توجد هذه العلامات أو بعضها بحسب قوة المرض وضعفه.

ومما يجدر التنبيه إليه أنه لا بد للمسلم أن يكون قوي الإيمان والقلب، لا تدخله الوساوس، فلا يوهم نفسه بأنه مصاب بمرض العين بمجرد إحساسه بأحد هذه الأعراض، لأن الوهم من أصعب الأمراض علاجًا، وقد توجد بعض هذه العلامات عند بعض الأصحاء، وقد توجد ويكون السبب مرضًا عضويًا، وقد يكون السبب ضعف الإيمان والوقوع في المعاصي، فينتج عنها ضيق الصدر، والحزن، والخمول، فعليه مراجعة علاقته بالله.

وأما طرق الخلاص من مرض العين فيكون بأحد أمرين:

1. إن عرفت العائن: فتطلبي منه أن يغتسل، أو تغسلي الإناء الذي أكل أو شرب منه، وتأخذي هذا الماء، ثم تغتسلين به.
فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ . فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا. قَالَ: " مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ ؟ " قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ. قَالَ: " عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ؟ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ ". ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَأَمَرَ عَامِرًا أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبَّ عَلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ: وَأَمَرَهُ أَنْ يَكْفَأَ الْإِنَاءَ مِنْ خَلْفِهِ." رواه ابن ماجه.

2. وإن جهل العائن: فإن الاستشفاء يكون بالرقية الشرعية، وبالدعاء، وبالحجامة، وإخراج الصدقة.

أما الرقية الشرعية الصحيحة فهي:
- قراءة سورة البقرة على الأقل كل ثلاثة أيام مرة.

- قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات صباحًا ومساء، والآيات الوارد فيها ذكر السحر والحسد.

- قراءة الفاتحة سبع مرات، وآية الكرسي ثلاث مرات، والمعوذات ثلاث مرات على كوب ماء ثم يشرب كاملاً، يكرر هذا ثلاث مرات في اليوم، في الصباح وبعد العصر وليلًا.

- قراءة الفاتحة سبع مرات وآية الكرسي ثلاث مرات، والمعوذات ثلاث مرات على زيت الزيتون، ويمسح به الجسد كاملًا ما عدا أسفل القدمين صباحًا ومساء.

- قراءة الفاتحة سبع مرات، وآية الكرسي ثلاث مرات، والمعوذات ثلاث مرات على ماء بارد من الثلاجة، ويخلط معه أوراق السدر ويغتسل منه، ويكرر الأمر ثلاث مرات في اليوم، ولمدة أسبوع أو أكثر حتى تزول الأعراض.

- قراءة الفاتحة سبع مرات وآية الكرسي ثلاث مرات والمعوذات ثلاث مرات على عسل طبيعي ويؤكل منه باستمرار، وهذا كله يمكنك عمله بنفسك، ولا تحتاجين الذهاب إلى قارئ للرقية، إلا عند الضرورة القصوى.

- كلي سبع تمرات من تمر العجوة ففيه كفاية من السحر والسم، فعن سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه– قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم– يقول:"من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سمّ ولا سحر" [متفق عليه]، والعجوة هي نوع من أنواع تمور المدينة.

أما سؤالك: هل من يداوم على قراءة القرآن الكريم والأذكار يمكن أن تصيبه العين أو السحر؟
فالجواب: فإنه في الغالب أن من كان محافظًا على ورده من القرآن الكريم، ومحافظًا قبل ذلك على الصلاة في وقتها، ومحافظًا على أذكار الصباح والمساء؛ فإنه بإذن الله تعالى لن يصيبه عين أو سحر، ولكن إذا حصل له فتور أو غفلة ولم يتحصن بالذكر الذي يدفع عنه أثر العين أو السحر، فيمكن أن تصيبه، وكل ذلك بقضاء الله عز وجل وقدره، والله أعلم.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً