الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما يحدث لي من خسارة في المال والصحة سببه السحر؟

السؤال

السلام عليكم.

تزوجت مؤخراً، وقبل الزواج كنت خاطبًا لفتاة أخرى وتركتها، مؤخراً تغيرت حياتي، وساءت أموري المادية، وخسرت تجارتي وكل أموالي، وأصبت بالاكتئاب، وأتابع مع طبيب نفسي، لكن لا جدوى.

مؤخراً بدأت أرى أحلاماً غريبة فيها السحر والجن، وتبدو كقصة حقيقية، وأعيش الحلم كأنه حقيقة، قبل أن تسوء حالتي حلمت جدتي بأن فتاة أوقعتني في حفرة مليئة بالثعابين، ولا أستطيع الخروج منها، وبعدها بأشهر تغيرت حياتي وساءت الأمور، وأصبحت لدي ديون وخسرت مالي، فذهبت لوالدتي لعدم قدرتي على دفع مصاريف العيش.

مؤخراً حلمت بأنني في المسجد لصلاة العصر، وكنت أصلي مع الجماعة، لكن ليس مع الصفوف، كنت في صف وحدي خلفهم، ومعي شخص واحد بجانبي وهو ليس من الإنس، وبعد أن بدأت الصلاة قام المصلون بالسجود مباشرة بدون أن يركعوا، وكنت مستغرباً ولم أستطع الركوع أو السجود، وكان الشخص بجانبي ينظر إلي ويضحك، وبعدها قام المصلون وقطعوا الصلاة ونظروا إلي وخرجوا جميعهم بدون إكمال الصلاة، هذا الحلم لم يفارق عقلي، فما تفسيره؟

وحلمت بفتاة تقرأ علي تعويذات السحر وأنا جالس أمامها، وأعطتني حجابات حملتها في يدي وشعرت بالفعل أنني مسحور، لا أعلم إن كان كل ما أمر به بسبب السحر، وهذه الأحلام تدل على السحر أم لا؟ وماذا أفعل؟ أصبحت أخشى النوم، ولم أعد أستطيع العمل، وحُبس رزقي، فلم أعد أدخل أي مال بعد الزواج، فسدت علاقتي وتدهورت صحتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ولدنا الحبيب – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى العظيم رب العرش العظيم أن يَمُنَّ عليك بالشفاء والعافية، ويصرف عنك كل مكروه.

أولاً: نصيحتنا ووصيتنا لك – ولدنا الحبيب – أن تُكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى، وأن تستعمل الرقية الشرعية، فإنها أذكار وأدعية تنفع -بإذن الله تعالى- سواء كان الإنسان قد أُصيب بمكروه أو لم يُصب، وأنفع الرقى ما ترقي به نفسك، مع إصلاحك لأحوالك وتجديد التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، فاقرأ آيات القرآن الكريم في ماءٍ، واشرب من هذا الماء واغتسل منه، ولو خلطت معه سبع ورقات من ورق شجرة السدر؛ فهذا قد جرّبه كثير من العلماء الصالحون وأوصوا به.

اقرأ آيات القرآن الكريم كسورة الفاتحة، وآية الكرسي {الله لا إله إلَّا هو الحي القيوم ...} إلى آخر الآية، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه ...}، والآيات التي فيها إبطال السحر في سورة البقرة: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان}، والآيات التي في سورة الأعراف، وفي سورة يونس، وطه، والشعراء، والصافات، ونحوها من السور. والآيات التي فيها ذكر الشفاء في القرآن الكريم، كالآية التي في سورة يونس: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}، وقول الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، وقوله سبحانه وتعالى في سورة فصلت: {قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء}.

واقرأ كذلك سورة الإخلاص {قل هو الله أحد}، والمعوذتين: {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}، واستعمل الأدعية النبوية التي علّمها النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذه الأمة مثل قوله: {اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاءَ إلَّا شفاؤُك، شفاءً لا يُغادرُ سقمًا}، وقوله: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامّة ومن كل عينٍ لامَّة)، وقوله: (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي ‌لَا ‌يُجَاوِزُهُنَّ ‌بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ يَطْرُقُ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ).

فهذه هي الرقية الشرعية، وهي كما ترى آيات من القرآن، وأدعية من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، واصبر على هذا وداوم عليه حتى تجد النفع -بإذن الله-.

ولو استعنت بمن يُحسن الرقية الشرعية من الموثوقين الصُّلحاء المعروفين بالخير بين الناس، المحافظين على الصلاة جماعة في المسجد، المجتنبين لما حرّم الله، فلا بأس إذا استعنت بواحدٍ من هؤلاء. واحذر من أن تقع في شِراك ومصيدة الدجّالين والكذّابين، فإنهم لا يزيدونك إلَّا مرضًا.

ثانياً: خير ما نوصيك به – أيها الحبيب – أن تُحسّن علاقتك بالله تعالى، بمداومة التوبة والرجوع عن الذنوب والمعاصي، فإن طاعة الله تعالى سببٌ للأنس والحياة الطيبة، فقد قال الله سبحانه: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أثنى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}، وقال: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، والشاعر يقول:
إذا كان قد أوحشتك الذنوب ... فدعها إذا شئت واستأنسِ

ثالثاً: نوصيك – أيها الحبيب – بمجالسة الصالحين والتعرُّف إليهم والإكثار من التواصل معهم، وملء الأوقات معهم بما يُفيدك وينفعك في دينك ودنياك.

أمَّا ما ذكرته من الرُّؤى والمنامات، فإننا نعتذر عن الخوض في تعبيرها، فليس هذا من تخصصنا في الموقع.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يَمُنَّ عليك بالعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً