الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب باستخدام برنامج سناب شات ووالدي يمنعني، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدي لا يسمح لي بتحميل برنامج (السناب شات)، ويقول: لو حملته لست راضيًا عنك، فهل يجوز تحميله دون علمه؟ لأن هذا الشيء شخصي وليس محرمًا.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ salman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونؤكد لك أن بر الوالدين هو شأن الموفقين الأخيار، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يجعلنا ووالدك في صحبة رسولنا المختار.

لا يخفى على أمثالك أن بر الوالدين من واجبات الشرع، بل إن ربنا العظيم ربط طاعتهم بطاعته حتى قال ابن عباس: لا يقبل الله عبادة من لا يطيع والديه، فقيل له من أين؟ فقال: من هذا التلازم في كتاب الله، قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه)، ثم قال بعدها: (وبالوالدين إحسانًا)، وقال سبحانه، (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا)، ثم قال بعدها: (وبالوالدين إحسانًا).

وأرجو أن لا تغضب الوالد، وأن تجتهد في إقناعه، ويمكن أن تقبل بمراقبته لما تشاهده، أو تتفق معه على أي شروط وضوابط أخرى، وليس لك أن تنزل البرنامج دون رضاه، ونهي الوالد كاف في الحرمة؛ لأن هذه البرامج لا تخلو من المخالفات والمحاذير.

وكم تمنينا لو أنك وضحت لنا أسباب رفض الوالد، حتى نستطيع أن نتحاور معك حول تلك الأسباب، ونتعاون معك في وضع الحلول المناسبة، وحتى تتفق مع الوالد. كما أرجو أن تنتبه لدراستك، وللمهام الجادة مثل تطوير المهارات، واقترب من والدك وأسرتك، وأظهر لهم ما عندك من وعي ونضج.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، وقدم إرضاء والديك فإنهم أحرص الناس على ما يصلحهم، وانتقل إلى التواصل الفعلي الفعال مع من حولك، وانتقِ البرامج التي يمكن أن يقبل بها الوالد، وحبذا لو كانت برامج فعلية وليست إلكترونية.

نكرر لك الشكر على التواصل، ونسأل الله أن يوفقك ويصلحك ويرفعك ويسعدك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً