الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم استيعاب الكلام وفهمه.. ماذا أفعل لكي أستوعب؟

السؤال

أعاني من عدم استيعاب الكلام وفهمه، وعدم التركيز عندما أتكلم، أو عندما أسمع كلمة أحللها ولا أفهمها، وهذا الشيء دفعني أن أقلق فصرت أعاني من التوتر وكثرة الدخول للحمام، وكثرة العطش والبكاء فجأة، وأخاف من أن أبقى هكذا.

عمري ٢٢ سنة، وكنت متفوقة جدا، ولكني كنت أمارس العادة السرية منذ صغري، أخاف أن تكون هي السبب في ذلك، وأنا توقفت عنها منذ ٣أشهر، وأصلي وأدعو الله أن يسامحني ويقبل توبتي..... ماذا أفعل لكي أستوعب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ NourNsrour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على تواصلك معنا، ونحمد الله كثيرًا أن هداك وتوقفت عن ممارسة العادة السرية، فهي حقيقة مُخلّة وقبيحة ومُنقصة للدين، وأراها مُذلّة للفتاة أيضًا.

قطعًا العادة السرية بالنسبة للفتاة المسلمة التي تأتيها يقظة الضمير من وقتٍ لآخر يحدث لها نوعًا من التصادم القيمي الكبير، التصادم ما بين النفس الأمّارة بالسوء والنفس اللوامة، وهذا يؤدي إلى نوع من عدم الاستقرار النفسي والقلق والتوتر الداخلي، وهذا كله قد ينتج عنه بالفعل تشتت في التركيز.

إذًا أنا أقول أن ممارستك للعادة السرية ساهمت فيما تُعانين منه من خلل في التركيز، والمساهمة هي مساهمة غير مباشرة، وكما أوضحت لك الصراع القيمي الداخلي يُولِّد قلقًا شديدًا وتوترات شديدة، لكن الحمد لله تعالى أنت الآن على الطريق الصحيح، وعلى المنهج الصحيح، اجعلي توبتك هذه فاتحة خير لك لتنطلقي في الحياة انطلاقات إيجابية من جميع النواحي.

ركّزي على دراستك لتكوني من المتفوقين، أحسني إدارة وقتك، وأهم شيء أن تنامي النوم الليلي المبكّر، لأن ذلك ينتج عنه قدرة فائقة جدًّا على التركيز، ويزيل التشتت الذهني، النوم المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، وحين تستيقظي وتُصلي الفجر في وقته لا شك أن هذه فاتحة عظيمة جدًّا للنوم، ويمكنك بعد الصلاة وبعد أن تستعدّي وتشربي الشاي مثلاً أن تدرسي لفترة ساعة قبل الذهاب إلى الجامعة، الدراسة في هذا الوقت من البكور تُعادل ساعتين إلى ثلاثة في بقية اليوم، كما أن الإنجازات الصباحية من هذا النوع تُحسّن الدافعية عند الإنسان ليستفيد من بقية يومه بصورة صحيحة.

إذًا حُسن تنظيم الوقت، والالتزام والاستفادة من البكور سوف تعود عليك بخير كبير جدًّا.

أنصحك أيضًا أن تُطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرج على وجه الخصوص، توجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين بصورة صحيحة، فأرجو أن تلجئي إلى أحد هذه التمارين.

أيضًا ممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة سوف يكون فيها فائدة كبيرة لك، رفِّهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، كوني شخصًا فعّالاً في أسرتك، وبارَّةً لوالديك ... هذا كلُّه يؤدي إلى تغيير كامل في نمط حياتك، يتحسَّن لديك الاستيعاب، يتحسَّن لديك الكلام، يتحسّن لديك القدرة على التركيز، وأودُّ هنا أن أضيف أيضًا أن قراءة القرآن بتركيز وبتدبُّر وتجويد وتمعّن تُحسِّنُ كثيرًا من مقدرة الإنسان الفكرية، ويزداد لديه التركيز.

حتى نطمئن عليك تمامًا سأصف لك دواء بسيطا جدًّا لفترة قصيرة، الدواء يُسمَّى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام) أرجو أن تتناوليه بجرعة نصف حبة (خمسة مليجرام) يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلي الجرعة حبة واحدة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله، الدواء جيد وممتاز وغير إدماني وسوف يفيدك كثيرًا جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً