الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي خوف من الجن فأنا مشوشة وخائفة وأفكاري مبعثرة، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة من فلسطين، عمري 23 عاما، أحب الرعب وأفلام الرعب، من باب الفضول أردت أن أكتشف عالم الجن الغامض من طرق استحضار الجن، في البداية كنت أسخر مما أشاهده، ولكن عندما بدأت بتجربتها شعرت بفزع شديد، وأردت تطبيق لعبة لاستحضار الجن، ولكن الفزع والخوف سيطر علي ولم أجربها.

أنا في الليل أغلب الأوقات أكون وحدي، أخاف أن أنظر إلى المرآة ليلا، أو أدخل دورة المياه، أنا حضرت محاضرات للشيخ عبد الحميد كشك عن هذا العالم، وقال الشيخ -رحمه الله- إنه يوجد جن مؤمن وجن كافر، منهم المتصدق، وقائم الليل، وصائم النهار، وكلام الشيخ طمأن قلبي قليلا، ولكنني أبقى خائفة، فأنا أداوم على الأذكار، وسورة (ق)، يقال إنها تحمي من الجن.

سؤالي هو: هل يوجد فعلا جن مؤمن، ومتصدق، ويصلي، ويصوم مثلنا؟ وهل استحضار الجن المؤمن حلال والتحدث معهم مثلما نتحدث مع الأنس؟

أنا مشوشة وخائفة، وأفكاري مبعثرة، ولكن الأذكار وقراءة سورة ق تطمئن قلبي، أجيبوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، وأن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت :
- العمر الذي وهبنا الله إياه سنسأل عنه يوم القيامة، وينبغي أن نجعله في طاعة الله وما يحصل لنا من نفع في ديننا ودنيانا، ولا ينبغي تضييع الوقت فيما هو ضار أو ليس فيه نفع، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أحرص على ما ينفعك" رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم :" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنينه" رواه الترمذي.

- وعالم الجن هم مثلنا مكلفون، وفيهم الخير والشر، والصالح والطالح، والمؤمن والكافر، وهذا أمر معلوم شرعا بأدلة منها قوله تعالى عن الجن :"وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَ لِكَۖ كُنَّا طَرَاۤئقَ قِدَدا" [سورة الجن 11]، وقوله تعالى :"وَأَنَّا مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَـٰسِطُونَۖ فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوۡا۟ رَشَدا" [سورة الجن 14]، وإذا كان الأمر كذلك، فإنه لا ينبغي أن تشغلي نفسك في هذا الأمر، ولا ينبغي الخوض في معرفة هذا العالم، فإننا لا يمكن لنا أن نراه على حقيقته، وهم يروننا قال تعالى :" یَـٰبَنِیۤ ءَادَمَ لَا یَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ كَمَاۤ أَخۡرَجَ أَبَوَیۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ یَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِیُرِیَهُمَا سَوۡءَ ⁠ تِهِمَاۤ إِنَّهُۥ یَرَاكُمۡ هُوَ وَقَبِیلُهُۥ مِنۡ حَیۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّیَـٰطِینَ أَوۡلِیَاۤءَ لِلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ"[سورة الأعراف 27].

- وأما مسألة استحضار الجن فهذا يعني : أن يطلب الإنسي حضور الجن حتى يطلب منها فعل أشياء قد تكون نافعة أو ضارة، وهذا أمر ينبغي الابتعاد عنه؛ لأن عالم الجن عالم غيبي عنا، ويخشى على من يفعل ذلك أن يحصل له ضرر في دينه وعقله ونفسه، لأن الجن قد يضرونه ويتسلطون عليه.

- وأما مسألة الخوف والقلق الذي حدث لك بسبب ما رأيت من رعب من عالم الجن ونحو ذلك فالواجب عليك سرعة الامتناع عن الاستمرار في مسألة تحضير الجن أو القراءة عن تفاصيل عالم الجن، كما ينبغي عليك أن تبتعدي عن مشاهدة أفلام الرعب، وعليك المحافظة على الصلاة في وقتها، وقراءة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، وإذا جاءك شيء من الخوف فاقرئي آية الكرسي والمعوذات، وبإذن يذهب عنك ما تجدينه من الخوف.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً