الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج بفتاة تصغرني، ولكن أخشى من فارق العمر بيننا

السؤال

السلام عليكم

أنا منفصل، وليس لدي أطفال، كانت تجربتي الأولى فاشلة، طليقتي تصغرني سنا، وكان فرق السن بيننا 7 سنوات، فلم أتوفق بزواجي الأول، والآن أمي تريد أن تخطب لي بنتا تصغرني ب10 سنوات، فأنا خائف جدًا؛ بسبب فارق السن الذي بيننا، فهل سأوفق بالزواج؟

بصراحة أنا خائف من فارق العمر، هل سيكون هناك مشاكل عندما يصبح عمري 50 عامًا وهي شابة أصغر مني سنًا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أرجان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

مرحبًا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يكتب لك التوفيق والوفاق، وأن يسعدك مع زوجتك، وأن يرزقك برّ الوالدة، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

أرجو أن تعلم ابننا الفاضل وأخانا الكريم أن فارق العمر لا علاقة له، فالحب لا يعرف فوارق الأعمار، والمهم هو أن يُحسن الإنسان الاختيار، وأن يرتاح إلى الطرف الآخر، والطرف الآخر يرتاح إليه؛ لأن (الأرواح جنود مُجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).

كما أرجو أن أذكّر بأن الفشل في التجربة الأولى لا يعني أن الفشل سيستمر، ولكن من المهم أن يستفيد الإنسان من أخطائه ومن دروسه، فالحياة مدرسة، والحياة الزوجية تحتاج إلى صبر من الطرفين، وأرجو أن تعلم أيضًا أن إرضاء الوالدة له أثرٌ كبيرٌ، بل هو بابٌ من أبواب البركة والتوفيق، فإذا اختارت الوالدة امرأةً وارتحتَ إليها فإن هذا هو الخير، تنال الخير من أوسع الأبواب؛ لأنك تُرضي الوالدة، وأيضًا تُحقِّق لنفسك ما تريد.

ولكن لا ننصح بالمجاملة، فإذا كانت البنت ارتاحت إليك وحصل الارتياح منك والانشراح والقبول من الطرفين، ووافق ذلك – ولله الحمد – إرضاء الوالدة ورغبة الوالدة في أن تكون تلك الفتاة زوجةً لولدها، فهذا يعني - بإذن الله - كلُّه من عوامل النجاح في هذه الحياة الزوجية، ولا يخفى عليك أن الفارق كان كبيرًا جدًّا بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعائشة، وبين الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصفية، وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وحفصة ... وكذا، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- أسعد هؤلاء جميعًا، فإذا تزوج الإنسان بمن تصغره سِنًّا فعليه أن يتأسّى بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في تعامله مع أُمُّنا عائشة، فالصغيرة تحتاج إلى شيء من التخفيف، وشيء من المداعبة، واللعب، ... وهكذا فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع عائشة، حتى أنه سابقها فسبقته، ثم بعد ذلك سابقها، وسبقها عليه صلاة الله وسلامه.

وعليه فمعرفة احتياجات المرأة صغيرة السنِّ من المهم جدًّا أن يتأسَّى فيها الرجل بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأن يحرص على إدخال السرور على أهله، وأن يتجنّب – كما قلنا – ما حصل في التجربة السابقة، وأرجو أن تمضي في هذا المشوار إذا تحقق لك الارتياح والانشراح، واعلم أن إرضاء الوالدة سيكون فيه الخير، ونؤكد مرة بعد الأخرى أن فارق العمر لا يُؤثّر، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً