السؤال
السلام عليكم.
أحببت فتاة أكبر مني بسنة، المشكلة أنها من بلد غير بلدي، فكلمت أهلها عني، فرفض والدها، رغم محاولة أمها في إقناعه، فهل أسافر وأطلبها للزواج من والدها، أم لا جدوى من ذلك؟ وهل الاستخارة تغير المقادير، ويمكن أن تصبح من نصيبي؟
السلام عليكم.
أحببت فتاة أكبر مني بسنة، المشكلة أنها من بلد غير بلدي، فكلمت أهلها عني، فرفض والدها، رغم محاولة أمها في إقناعه، فهل أسافر وأطلبها للزواج من والدها، أم لا جدوى من ذلك؟ وهل الاستخارة تغير المقادير، ويمكن أن تصبح من نصيبي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.
بدايةً نحن ننصحك بالتوقف عن التواصل مع الفتاة المذكورة حتى تتضح أمامك الأمور، لأننا لا نريد للتعلُّق أن يزداد ثم يُحال بينك وبينها، ودائمًا في الزيجات التي تتمُّ بين الدول لا بد من مراعاة عدد من الأمور: اختلاف العادات، اختلاف التقاليد، سهولة الحركة، القوانين المنظمة للتعامل بين الدول فيما بينها، هذه الأمور ينبغي أن تُوضع في الاعتبار.
حقيقة ليس في الإسلام ما يمنع المسلم من أن يتزوج أي مسلمة في أي بقعة على وجه هذه الأرض، ولكن مراعاة هذه الأمور، ومراعاة العوائق - التي يُؤسُفنا أنها بدأت تحدث كثيرًا بين بعض الدول – هذه من الأمور المهمّة جدًّا، كما أن التواصل بالطريقة المذكورة لا يعطيك الصورة كاملة، ولا يُعطيهم الصورة كاملة.
فدائمًا عندما يكون التواصل عن بُعد – عن طريق الإنترنت أو مواقع التواصل أو بالهاتف أو بكذا – نحن لا نبني عليه، لأن هذا بناءٌ على الرمال، بل لا بد من حصول معرفة فعلية ومعرفة حقيقية، ولو أن تسافر إليها، أو يُسافر بعض محارمها ليتعرَّفوا عليك وتتعرَّف عليهم، هذه أمور مهمّة، والعلاقة الزوجية ليست مجرد سفرة قصيرة، بل هي مشوار طويل في هذه الحياة، يترتّب عليه وجود أبناء وأحفاد وذُريّة وروابط، فهذه أمور لا بد من مراعاتها.
ولذلك نحن نريد أن يتوقف هذا التواصل بينكما، ثم تجتهد بعد ذلك في خطوات ثابتة، في أن تُقنع الأب، في أن تطلب أصحاب الوجاهات، أو علماء مشهورين، أصحاب وجاهة يمكن أن يتواصلوا مع علماء آخرين، يتواصلوا مع والد الفتاة، وتُتيح لهم أن يسألوا عنك وتسأل عنهم، حتى تُبنى العلاقة على أسس صحيحة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.
ولا شك أن الاستخارة دعاء، ولا مانع من أن يستخير الإنسان ويدعو الله ويستشير العقلاء والفضلاء، خاصّةً الذين لهم تجارب شبيهة، بأن تزوجوا من ذلك البلد أو تزوجوا من بلد آخر وجاؤوا إلى بلدك، هؤلاء أيضًا تجاربهم من المهم الوقوف عندها، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به. والدعاء والاستخارة دعاء، هذه أمور بلا شك مهمّة.
ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.