السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى أن يجيبني د/ أحمد الفرجاني.
أنا فتاة عمري عشرون عاماً، أعاني كثيراً من حدة الشهوة، وأفكر كثيراً في الأمور الجنسية، حتى كدت أن أقع في الفاحشة مرتين، لولا فضل الله علي، وقد تبت الآن ولله الحمد، وسوف أبدأ في سرد مشكلتي، وأعتذر مسبقاً على الإطالة.
منذ أن بلغت السادسة عشرة من عمري ومثل أي بنت بدأت أفكر بالزواج، وبدأ يتقدم لي شاب تلو الآخر، ووالدتي ترفض دون علمي أو استشارتي في الأمر، وكنت أظن حينها أنها ترفض لأن أختي التي تكبرني لم تتزوج بعد، لكن قبل فترة تقدم رجل إلى أختي الصغرى، فرحبت بالأمر ولم ترفض أو تفعل معها كما تفعل معي دوماً، بل استشارتها في الأمر ووافقت أختي الصغرى، لكن الموضوع لم يتم لسبب آخر.
وإذا سألها أحد عن سبب رفضها لزواجي أنا بالذات، تقول: هي لا تريد الزواج، مع أنني أقسم أنني أوضحت لها أكثر من مرة بأنني مستعدة للزواج بأي شخص يناسبني، ولكنها لم تهتم بما قلته، وقالت لي: أنتِ أصلاً لا أحد يقبلك، وأنتِ إذا تزوجتي ستكون حياتك كلها ضيق ونكد، ووصلت إلى أنني عندما قلت لها مرة بأنني أريد أن أتزوج، دعت علي وقالت: الله يجعلك إذا تزوجت تصير حياتك كلها نكد، بل إنها أيضاً إذا ذهبت لزيارة أحد ولم أذهب معها تقول للناس بأنني مريضة نفسيا، وحاولت أن أقتلها أكثر من مرة، وأنها تعبت وهي تبحث عن علاج لمرضي، وأُشهِد الله أنه لم يحدث شيء من هذا، لكنها تقول هذا لكي تنفر الناس مني.
وقبل عام تقريباً تقدم شاب -من أقارب زوج أختي الكبرى- لخطبتي، لكنه لم يحدد أنه يريدني أنا، وهو شاب صاحب دين وخلق، ولم يكن موظفا في ذلك الوقت، لكن كان لديه مصدر دخل آخر، المهم عندما تقدم هذا الشاب ظنت والدتي أنه يريد أختي التي تكبرني، فرفضته والدتي وأختي كذلك حتى يتوظف، ثم إذا توظف يمكن أن تقبله، وأبلغ زوج أختي الكبرى الشاب بذلك فقال له أنه يريدني أنا وليس أختي، فأخبرت أختي الكبرى والدتي بأن الشاب تكلم مع زوجها وأخبره بأنه يريدني أنا وليس أختي، فرفضت والدتي الأمر تماماً حتى وإن توظف، وقالت بالحرف الواحد: إما أن يتزوج أختها وإلا لا يتقدم أصلاً، ولم أعلم بذلك إلا بعد أن رفضت، وعندما علمت سألت أختي الكبرى عن هذا الموضوع قالت هو بصراحة مناسب لك وهو مثلك تماماً معقد -من وجهة نظرها أن التمسك بالدين تعقيد- لكن أمك رفضت وانتهى الأمر.
كنت قد اعتدت هذا الأسلوب من والدتي فلم أهتم كثيراً بالأمر، لكن هذا الشاب قريب زوج أختي ويزورهم باستمرار، وأبناء أختي يعرفونه جيداً، والمشكلة أنني كلما جلست معهم لم يكن لهم حديث سوى عن هذا الرجل وعن حسن خلقه وتسامحه وتدينه، حتى بدأت أفكر فيه بعدما ذكروه عنه، حتى ذهبت مرة لزيارة أختي ومكثت عندها أسبوعا، وأثناء وجودي في منزلها جاء ذلك الشاب لزيارتهم وأنا هناك، فرأيته مصادفة دون أن يراني هو، ومنذ أن رأيته بدأت أحبه، رغم أنني لم أتحدث معه أبداً، وليس بيني وبينه أي علاقة، ولم أعد أستطيع أن أمنع نفسي من التفكير فيه، والآن أصبحت أحبه لدرجة أني لا أتخيل أنني سأتزوج غيره، وأترقب أخباره من أبناء أختي، فعلمت أنه توظف قبل شهرين وعلمت أنه لم يتقدم لخطبة أي فتاة منذ أن أخبره زوج أختي قبل عام بأن أهلي رفضوه حتى يتوظف أولاً، ولا أعلم إذا كان ذلك بسبب أنه مازال يريدني أم لا، وطالما دعوتُ الله أن ييسر زواجي منه.
أنا في حيرة من أمري ولا أعلم ماذا أفعل من ناحية حبي له، ومن ناحية أخرى أني أعلم رفض والدتي لزواجي به أو بغيره.
أريد نصيحتكم، وجزاكم الله خير الجزاء، وأعتذر على الإطالة.