الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن تحدث علامات الاستجابة سريعاً بعد الدعاء؟

السؤال

‎السلام عليكم.

‎هل يوجد ما يسمى بالإشارات والعلامات من الله؟
‎في المطر كنت أدعو دعوة وألح بها، وأدعو الله بها كثيراً، وفجأةً بمجرد أن انتهيت من الدعوة ظهر شخص ما أمامي لم أعرفه ولم يعرفني، وقام بالمناداة علي بنفس اسم الشخص الذي أذكره في الدعوة، وتكررت نفس القصة بشكل آخر وظهور اسم الشخص، فهل من الممكن أن تكون علامة من الله؟ مع العلم أنها تحدث كثيراً، وعندما أطرد الفكرة من رأسي -لأنها من الممكن أن تكون صدفة-، تحدث وتتكرر مرة أخرى.

أرجو الإفادة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يحقق لك المراد، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

ولا يخفى عليك أن لحظات نزول المطر من لحظات الإجابة التي ينبغي أن يحرص عليها الإنسان، ويكثر فيها من اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والأمر كما قال عمر: أنا لا أحمل هم الإجابة لأن الله تكفل بها، لكني أحمل هم السؤال. فإذا صدق الإنسان في لجوئه ودعائه وتوجه إلى الله فدعا بقلب حاضر بيقين بثقة، عزم في المسألة في آداب الدعاء، وأثنى على الله، صلى على النبي ورفع حاجته، ثم ختم بالصلاة على النبي -صل الله عليه وسلم-، قام بكل آداب الدعاء وكان صادقاً في انكساره ولجوئه، وإلحاحه على الله تبارك وتعالى، فنرجو له الخير.

وأما ترقب ظهور مبشرات أو إشارات فليس مهمًا، فالمهم هو أننا نصدق في إخلاصنا وفي دعوتنا لله، والإنسان قد يرى مؤشرات وقد تأتيه مبشرات كل ذلك من الممكن، لكن لا يشترط هذا، أي إجابة الدعاء لا يشترط أن أسمع صوتاً أو كذا، بل لا يشترط بقبول الاستخارة أن أجد ارتياحاً أو أرى مناماً، ربط الأمور بهذه الأشياء هو الذي لا نريد أن نركز عليه، لكن أن تحدث إشارات، ويشعر الشخص بارتياح، ويرى بعد ذلك رؤيا ويرى ما يطمئنه؛ هذه كلها مبشرات، يعني قد تأتي الإنسان ولا إشكال فيها، وذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء.

فإذاً يمكن أن يرى الإنسان علامة، ويشعر بارتياح، أو يسمع صوتاً كل ذلك يمكن أن يحدث، لكن نحن لا نريد أن تركزي عليه وتجعلي هذا همًا، لماذا لم أسمع، وإذا لم أسمع معنى ذلك أنه لا يستجاب، هذا الكلام هو الذي نرفضه، فالإجابة من الله أولاً تتنوع، فقد يستجيب الله الدعاء، قد يرفع عن الإنسان من البلاء والمصائب النازل مثلها، قد يكتب له الأجر والثواب، والمؤمن ينبغي أن يستمر في دعائه ولجوئه إلى الله -تبارك وتعالى-.

وقد أحسنت بتحريك لحظات الإجابة، وكذلك أيضاً لا نريد أن تشتغلي بما حدث فتتوقفي عن الدعاء، أو تتطلعي لأن تسمعي الهاتف في كل مرة ينادي بالاسم المعين، ولذلك نحن ما نريد أن نقف أمام مثل هذه الأمور، ولكن الذي يهمنا هو أن تستمري في الدعاء بآدابه الشرعية وقواعده التي ينبغي أن تراعى، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً