السؤال
السلام عليكم.
أنا أمارس العادة منذ (2016)، والآن أحاول تركها فتركتها لمدة شهر، ولكني فشلت، سؤالي: هل هذا الوقوع سيؤثر على تركيزي، أو ذاكرتي، أو نفسيتي؟ بمعنى آخر هل سيتدمر تقدمي أو لا؟ وكم مدة التشافي من هذه العادة؟
السلام عليكم.
أنا أمارس العادة منذ (2016)، والآن أحاول تركها فتركتها لمدة شهر، ولكني فشلت، سؤالي: هل هذا الوقوع سيؤثر على تركيزي، أو ذاكرتي، أو نفسيتي؟ بمعنى آخر هل سيتدمر تقدمي أو لا؟ وكم مدة التشافي من هذه العادة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التحكم في العادات السلبية يتطلب غالبًا جهدًا ووقتًا، لذا يجب أن تكون صبورًا مع نفسك، يعتبر التوقف عن العادة السلبية لمدة شهر إنجازًا كبيرًا، وعليك أن تفخر بذلك، لا تفقد الثقة في نفسك بسبب انتكاستك الحالية، بل استخدمها كفرصة للتعلم وتحسين استراتيجياتك.
العودة إلى العادة السلبية لن تُدمر تقدمك، ولكن قد تضر ببعض الجوانب النفسية والجسدية، هناك أبحاث تشير إلى أن الإفراط في مثل هذه العادات قد يؤدي إلى الشعور بالذنب والعار، وقد يؤثر على القدرة على التركيز والذاكرة، ولكن هذا الأثر غالبًا ما يكون مؤقتًا، وعمومًا، فالمدة اللازمة للتعافي من العادة تختلف من شخص لآخر، وتعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك مدة العادة، ومدى الالتزام بالاستراتيجيات البديلة للتعامل مع الضغوط والرغبات.
من الأفضل أن تسعى للمساعدة المهنية من المختصين إذا كنت تجد صعوبة في التعامل مع هذه العادة بمفردك، يمكن أن تتضمن المساعدة المهنية جلسات مع طبيب نفسي أو مستشار، وربما برامج إعادة التأهيل المصممة خصيصًا للتعامل مع الإدمان.
وبشكل عام، من المهم أن تتذكر أن الفشل في التخلص من العادة السلبية ليس نهاية العالم، وأنه جزء من العملية، كل مرة تقع فيها، يمكنك أن تتعلم منها وتستخدم هذا العلم لتحسين فرصك في التوقف عن العادة في المستقبل.
وهاك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في هذه العملية:
1. عليك بالقرار الحازم، فتحديد الرغبة في التوقف هو الخطوة الأولى، من الأفضل تحديد الأسباب الشخصية التي تدفعك للرغبة في التوقف، سواء كانت صحية، أو نفسية، أو دينية، وتذكر أن قرار التوقف نابع من طاعتك لله تعالى: ﴿وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ وَیُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیم﴾ [البقرة ٢٨٢].
2. ابحث عن دعم من مجموعة أو مستشار، أو العائلة والأصدقاء، يمكن أن يكون مفيداً، الحديث عن العادة والتحديات التي تواجهها يمكن أن يساعد على تقليل العزلة والضغط الذي قد تشعر به.
3. تحديد الأنماط والأنشطة المحفزة: هذا قد يساعد في تجنب الوضعيات التي تثير الرغبة في العادة السرية، فلا تذهب للسرير إلا عندما تشعر بالنوم، ولا تجلس وحدك في الغرفة إلا اضطراراً.
4. إيجاد وسائل بديلة للتعامل مع الضغوط، حيث إن بعض الأشخاص يستخدمون العادة السرية كوسيلة للتعامل مع الضغوط أو المشاعر السلبية، تعلم وسائل صحية أخرى للتعامل مع هذه المشاعر يمكن أن يكون مفيداً.
5. الاهتمام بالصحة البدنية والنفسية، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على نظام غذائي صحي، والحصول على قسط كاف من النوم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العقلية والبدنية، وبالتالي يمكن أن تساعد في التحكم في الرغبة في ممارسة العادة السرية.
6. الصبر للتخلص من العادة قد يستغرق وقتاً، يمكن أن تكون هناك لحظات ضعف، ولكن من المهم الاستمرار وعدم اليأس، وتذكر أن النفس البشرية ضعيفة، وسرعان ما تعود للخطأ مرة أخرى، ولكن هناك دوماً فرصة لإصلاح الخطأ.
إذا واجهت صعوبة في التخلص من هذه العادة رغم محاولاتك، قد يكون من الجيد التواصل مع اختصاصي الصحة النفسية للحصول على الدعم والمشورة، وعليك باللجوء إلى الصلاة والدعاء، احرص على هذا الدعاء: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي).
وإذا أضفت صيام النوافل، كصيام الأيام البيض مثلاً فسوف يساعدك هذا على التخفيف وربما التخلص من العادة السيئة، فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قال: (قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
أتمنى لك كل التوفيق والنجاح في هذا الجهد.