السؤال
السلام عليكم
سأحاول أن أختصر، أنا -ولله الحمد- من الطالبات المتفوقات، وأنعم الله علي أن التحقت بكلية الهندسة، واخترتُ الكلية بعد حيرة كبيرة بين الكليات، لأني -ولله الحمد- متعددة المواهب والمهارات، وبعد استخارة الله تعالى، اخترت الكلية، والقسم الذي سألتحق به بعون الله، آخذةً في اعتباري أني إن تزوجت فلن تعطلني عن أولوياتي، وأيضًا إرضاءً لأهلي، خاصةً أبي.
لكن لا أعلم لماذا لم أتقبل الجامعة نفسيًا، ولا الناس الذين معي في المكان، لم أشعر أن أحدًا منهم يشبهني.
كنت آخذ تقريبًا ساعتين في المواصلات ذهابًا وساعتين إيابًا، عانيت كثيرًا في المواصلات، وأنا التي لا تخرج من بيتها، ولا ترى الشارع كثيرًا، وعادةً إذا خرجت أكون في محيط من أعرفهم، كأصدقائي المقربين.
مضى أول فصل دراسي وأنا غير راضية عن نفسي البتة، ولأول مرة كنت أشعر أني لا أبالي بشيء ولا أريد فعل أي شيء نهائيًا، أكره المكان وأكره الدراسة والمواصلات، وأكره كل لحظة أذهب فيها للكلية، وأشعر أني أهرب من نفسي طيلة الوقت، ويخطر ببالي أن هناك أشياء أفضل لي كفتاة، ولكنني أسأت الاختيار، ألوم نفسي طيلة الوقت.
رسبت في مادتين في الفصل الأول، وشعرت بالقهر، لأنه يصعب علي الالتحاق بالقسم الذي أريد، فبدأت الفصل الثاني بحماس، لأني أردت أعلى الدرجات حتى أستطيع الالتحاق بالقسم الذي أريد، ولكن أيضًا أصبت بحالة اللامبالاة والهروب، والكره من جديد، حتى امتحانات نصف الفصل، حينها قررت تأجيل الفصل الدراسي، وبعد معاناة مع أهلي، ومعاملة سيئة للغاية من أبي، وحالة نفسية صعبة، وافق أبي، وأجلت.
استفدت من مدة التأجيل -الحمد لله-، فحفظت القرآن، وبدأت في تنزيل وزني، علماً أن لدي مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض.
بدأ الفصل الأول من السنة الجديدة، ولم يعلم أحد برسوبي السابق في مادتين، وجاءت الامتحانات مع نفس الحالة من اليأس واللامبالاة، وهنا بدأت ثقتي بنفسي تقل، وأشعر أني لن أستطيع تحقيق أي شيء في الدراسة.
مر الفصل الثاني بنفس الحالة، وذهبت لطبيب نفسي في منتصف الفصل الثاني، وأبي لا يعلم سبب ذهابي، ولكن الأمر لم يُعالج، ورسبت مرة أخرى، وها أنا قد فُصلت من الكلية، ولا أحد يعلم، لا أستطيع أن أخبرهم الحقيقة، سأكذب وأنا خائفة، وقلقة للغاية، لا أعلم ماذا سأفعل؟ هل هذا ابتلاء من الله أم عقاب؟ هل هذا خير لي، لأن المؤمن أمره كله خير؟ هل هذا بسبب الاكتئاب، أم أني ضعيفة عديمة الإرادة؟