السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة متفوقة -والحمد لله-، بقيت هكذا حتى انتقلت إلى مدرسة جديدة لحصولي على منحة تفوق فيها، بعد اجتياز امتحان منحة لم يكن سهلاً، وكان هناك الكثير من المتقدمين غيري، لكنني -بفضل الله عز وجل- حصلت عليها، كنت فرحة جداً بها، لدرجة أني لم أتردد في الالتحاق بها حتى من دون استخارة، وعندما بدأت المدرسة أصبحت أحس بشيء غريب، لم أكن أريد أن أتابع فيها، لم أكن مرتاحة نفسياً، لكن ضغطت على نفسي وبقيت إلى أن وصلت للثانوية، وهناك أعتقد أن عزيمتي وطاقاتي بدأت تنفد، كنت على ثقة عالية بنفسي، وبأني سأبلغ المكان الذي أريده بإرادتي.
تعرّضت لموقف في مادة معينة، أنا لم أخفق فيها لكن حصلت على درجة متدنية، ولم يكن باقي الصف أفضل، فحصلنا كلنا على درجات متقاربة وكانت قليلة، لكن منذ ذلك اليوم بات لدي رهبة وخوف شديدين، وأقنعت نفسي أني لا أستطيع أن أحقق حلمي، ولن أتفوق في الثانوية العامة، وفعلاً هذا ما حدث، فقد كنت أدرس لساعات متواصلة دون فائدة، وذاكرتي الفذّة أصبحت ضعيفة، وأصبحت أحسّ أني لن أكمل.
وكانت تصيبني أعراض غريبة عند الامتحان، منها: الأرق في الليل، وصداع وآلام بالمعدة، كنت أستفرغ أحياناً، ولا أضع طعاماً في فمي لأكثر من يوم، وخفقان بالقلب لدرجة أني عندما كنت أمسك بالقلم كان يقع من شدة الخوف، مع أن الامتحان يأتي بمستوى أقل مما توقعت، وأكون أعرف الإجابات جميعها، لكن بمجرّد أن أبدأ الحل كل المعلومات تتبخر كأني لم أدرس شيئاً، كل الأفكار السلبية التي في رأسي والمخاوف تحققت.
كان طموحي دراسة الطب، لكن معدّلي هذا لا يسمح لي إلّا إذا دفعت مبالغ ضخمة، أفكّر في إعادة السنة كاملة، ولا أحد يشجعني، لكن إن بقيت هكذا أتوقع أن أقضي باقي عمري حزينة، أحسّ بالفشل الذريع، وهذا حلم الطفولة، وعملت بجد كبير من أجله، لكن الله لم يرده لي، أأرضى بالأمر الواقع؟ أم أمضي وأتعلّم من تجربتي السابقة؟ لكن مشاعر الخوف والاكتئاب ما زالت في نفسي، وأحسّ أن قلبي غير قادر على تحمّل المزيد من خيبات الأمل، ما الحل؟
أرجوكم أفيدوني، فأنا لا أعرف ماذا أفعل.