السؤال
العالم الإسلامي سيتغير إلى الأفضل -إن شاء الله- برجال يحبون الله ويحبهم الله، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، نظرت في نفسي وقلت هل يمكن أن أكون جزءًا من هذا التغيير؟!
أنا شاب الآن أعيش في أوروبا مع عائلتي، وفي الـ18 من أغسطس سيكون عمري 23 سنة، أمتلك ماضياً ليس كله أسود، وليس كله أبيض، نعم عملت العبادات والطاعات والصالحات -بفضل ربي ورحمته- ولكن مع الأسف سقطت في المحرمات والكبائر بسبب نفسي والشيطان -لعنه الله-.
سؤالي الآن: هل هناك فرصة ثانية؟ هل يمكن لي أن أكون جزءًا من هذا التغيير؟ أتذكر مرة بكيت وقلت لربي: (اللهم ربي أنا شاب في 22 من عمره، وأريد أن أكون جندياً من جنودك)، وأنا لا أعرف إن كان ربي قد قبلني في جنده أم لا؛ لأني بعد ذلك وقعت في انتكاسة كبيرة جداً كدت أنتحر بسببها، أسأل نفسي هل ضاع شبابي؟ أنا حقاً لا أعرف من أين أبدأ وماذا أفعل؟!
ضاعت مني كل أعمالي الصالحة، بقيت الفرائض فقط أحافظ عليها -بفضل ربي-، وأصوم النوافل أحياناً، لكنني أشتاق لما كنت عليه من قيام الليل والنوافل والدعاء وتدبر للقرآن الكريم، وأشياء أخرى كثيرة والله.
استودعت ربي قلبي واستودعته نيتي، وحلمي في الآخرة أن أكون مع الرجال الذين صنعوا التغيير وصنعوا التاريخ، مثل العلماء والمجاهدين، لكن لا أعلم ما يحصل معي الآن بسبب هذه الانتكاسة التي وقعت بسببها في الكبائر!
المهم الكلام كثير، وأنا لا أعرف كيف أتصرف؟ ألف خطة وطريق، لكن لا زلت في مكاني لم أحرك ساكنا؛ لأنني لا أعلم من أين أبدأ، وأخاف أن ينتهي الأمر بي بقتل نفسي؛ لأنني مريض بالوسواس القهري والميول الانتحارية، وهذا منذ أن كنت صغيراً، الوسواس ورثته عن أمي، فهي أيضاً تعاني منه، لكن الميول الانتحارية لا أعلم مصدرها، وكيف أتصرف معها، وأيضاً فأنا أحتقر نفسي كثيراً، أسبها وأشتمها وأضربها أحياناً وأجرح نفسي بالأدوات الحادة، وأحياناً أشعر بأنني في حلم أو أنني سأجن!
أرجوكم ساعدوني -يا إخوتي- فبعد الله -عز وجل- لا نملك نحن المسلمين إلا علماءنا ومشايخنا وطلبة العلم، نسأل الله أن ينفعنا وينفع بهم الأمة.
أسأل الله أن يفرج عني وعن جميع المسلمين.
وجزاكم الله خير الجزاء.