الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دائم الإحباط ولا أستطيع التعبير عن وجهة نظري

السؤال

السلام عليكم
أعاني من مشاكل نفسية -وهذا غالب ظني- لا يوجد تصالح مع نفسي، أشعر بالتلعثم في حديثي مع المجتمع، لا أستطيع التعبير عن وجهة نظري، وبالتالي دائم الفهم الخطأ، وهذا أجمع عليه الكثير، الكل يرى فيّ أنني لا أعترف بخطئي، وأحياناً أرى في نفسي الغرور والعجب، هذا لم يكن موجوداً فيّ قبل 10 سنوات.

دائمُ الإحباط، ومزاجي سيءٌ، ولا أشعر بلذة الجماع، منذ أن تزوجت من سنتين لم آخذ أي علاج، لكن بعد الانخراط في العمل والرئيس والمرؤوسين أشعر أن الكل من حولي ينافق، وأنا لا أريد أن أكون مثلهم؛ ولذا أنا دائم التصادم معهم.

قرأت في موقعكم كثيراً، ولا سيما للدكتور محمد عبدالعليم، ووجدت معظم الأعراض تتشابه مع الاكتئاب والرهاب الاجتماعي، ولكن لم أرد تناول أي علاج؛ لأن الحالات غير متوافقة مع حالتي.

الحمد لله مواظبٌ على الصلاة، أريد علاجاً يحسن مزاجي، ويجعلني مرحاً بدل الفظاظة التي يشعرونني بها.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالبارئ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب.. وأسأل الله تعالى لك العافية.

أخي، أنا أعتقد أن لديك درجة بسيطة من القلق النفسي، وربما لديك شيءٌ من المخاوف، وفي ذات الوقت لديك هذه السمات المتعلقة بشخصيتك -والتي وصفتها في أنك ترى في نفسك بعض الأحيان الغرور والعجب- وطبعاً لديك شيءٌ من تقلب المزاج والميول للإحباط في بعض الأحيان، وهذا كثيراً ما يكون مرتبطاً بالقلق.

أيها الفاضل الكريم: أنا لا أراك أبداً مريضاً، هذه مجرد ظواهر، أنت رجلٌ متزوجٌ، وقطعاً لديك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك يجب أن تركز عليها، وتطوير ما هو إيجابي على نطاق المشاعر أو الأفكار أو الأفعال دائماً يقلص من السلبيات، ويساعد على تطوير النفس البشرية، فاجعل لنفسك نصيباً من هذا، ويجب أيضاً أن تلتزم بحسن إدارة الوقت، وأن تمارس الرياضة، وأن تحرص على التواصل الاجتماعي؛ فالتواصل الاجتماعي والقيام بالواجبات الاجتماعية يحسن كثيراً من البناء النفسي للشخصية.

وعليك أيضاً بتطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، وسوف تجد برامج كثيرة جداً على اليوتيوب يمكنك من خلالها أن تتدرب على هذه التمارين، فهي تفيد جداً في موضوع التلعثم والشعور بالقلق الداخلي.

أيها الفاضل الكريم: أنا أعتقد أن الأدوية تفيد إذا كان التشخيص صحيحاً، والدواء سليماً، وكان هناك التزام بتناول الدواء، أنا أقترح عليك دواء بسيطاً جداً يسمى فورتكستين هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري برينتلكس هو أحد مضادات القلق والاكتئاب الجديدة نسبياً، وهو سليم وفاعل جداً، فأرجو أن تجربه هذا -إن شاء الله تعالى- يشعرك بحالة من الاسترخاء والهدوء النفسي، ويؤهلك لأن تدير حياتك بصورة إيجابية.

جرعة الفورتكستين هي أن تبدأ بـ 5 مليجرام يومياً لمدة 10 أيام، ثم اجعلها 10 يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 5 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقف عن تناول الدواء، الدواء سليمٌ وفاعلٌ وليس مسبباً للإدمان أبداً، كما أنه ليس لديه تأثيرات جنسية سلبية، ولا يؤدي إلى زيادة في الوزن.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً