الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سيحقق الله حلمي بتعويضي خيرًا عما سبق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أدرس في الثانوية العامة، في بداية السنة، والحمد لله لا أواجه صعوبة في تنظيم الوقت والدراسة، عندما كنت في الصف السادس كنت أتنافس مع كثير من الطلاب، وفي الأردن، يوجد امتحان للتميز، وكان طموحي الوصول لهذه المدرسة كما فعل إخوتي، ودعوت الله كثيرًا، ولكن قدر الله وما شاء فعل لم يتم قبولي، وقبلوا بعض الطلاب الذين نافستهم.

مع العلم أني لم أكن واعية، وأصابني توتر كثير في الامتحان، ما هز ثقتي بنفسي، وأحس أني نزلت من أعين الجميع، وخاصة عائلتي، ولكني أحاول أن أبني ثقتي بنفسي في هذه السنة -إن شاء الله-، وأبعد الخوف والتوتر، وأبذل قصارى جهدي، وأدعو، ولكن بعض الأحيان يراودني شعور بأن الله لن يعطيني ما أريد من معدل عال في الثانوية وفي الطب أيضًا، كما حصل في امتحان التميز، لسبب معين سواء بذنب، أو غيره، فمثلاً: أحيانًا أتحمس كثيرًا في الدراسة، أو أنهي ما علي باكرًا، فهذا يجعلني أحيانًا أستمع إلى الأغاني بضع دقائق، فأتحمس أكثر، وأتنشط للدراسة، وأنا لا أريد سماع الأغاني بتاتًا، ولكن تغلبني نفسي بعض الأحيان، فأخاف الله أن لا يعطيني ما أريد، أو أن ما سوف يحصل ليس خيراً لي، ولكني مستمرة في الدعاء بإذن الله.

هل أنا في الطريق الصحيح في التفكير؟ وهل سيحقق الله حلمي بتعويضي خيرًا عما سبق؟ وأريد بعض النصائح والإرشادات بخصوص ما كتبته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ًبك في موقعنا إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يعطيك حتى يرضيك، وأن ينعم عليك بنعمه الوافرة، وأن يحقق لك أمانيك إنه جواد كريم.

الأخت الفاضلة: لقد وضعت يدك على المشكلة بفطرتك المستقيمة، فقد جاء في حديث ثوبان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"، ولا يخفاك -أختنا- أن الغناء محرم بقول الله تعالى: " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله "، ابن عباس حبر الأمة -رضي الله عنهما- يقول: "هو الغناء"، ومجاهد إمام المفسرين -رحمه الله- يقول: "اللهو: الطبل"، والحسن البصري -رحمه الله- يقول: نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير.

ويقول الإمام السعدي رحمه الله: فدخل في هذا كل كلام محرم، وكل لغو وباطل، وهذيان من الأقوال المرغبة في الكفر والعصيان، ومن أقوال الرادين على الحق المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق، ومن غيبة ونميمة وكذب وشتم وسب، ومن غناء ومزامير شيطان، ومن الماجريات الملهية التي لا نفع فيها في دين ولا دنيا ".

وهذه الأقوال وغيرها كثير -أختنا الكريمة- تفيد بحرمة الغناء، وعليه فهو ذنب قد يحرم العبد الرزق لأجل الوقوع به.

ولذلك نحن ننصحك بما يلي:
1- الإيمان ابتداء بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، فاستبشري بالله وأملي الخير.

2- الاجتهاد في وضع أهدافك بطريقة منطقية تتوافق مع قدراتك، على أن تكون هذه الأهداف منها ما هو مرحلي كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر، ومنها ما هو عام في حياتك، وعند نهاية كل مرحلة انظري ماذا حققت فيها وما المعوقات التي واجهتك، وكيفية التغلب عليها.

3- لا تطيلي التفكير فيما مضى، فما يدريك أن الخير كان فيه، واجعلي كل تفكيرك في غدك.

4- استعيني على تجاوز الاستماع للغناء بالله عز وجل، واستبدلي ذلك بالاستماع إلى القرآن، أو إلى الشعر العربي، أو إلى قصة أدبية، المهم أن تكون أوقات الراحة مليئة بالطاعات أو على الأقل المباحات؛ لأن للمعصية أثرًا في القلب لا محالة -أختنا-.

5- إن زلت القدم بالمعصية، فانهضي سريعًا، واستغفري الله عز وجل، ولا تقطعي الرجاء في الله.

واطمئني -يا ابنتي- لأقدار الله، واعلمي أن ما أنت فيه من قلق واضطراب هو ما تعيشه كل المتفوقات في مثل عمرك، فلا يصدنك ذلك عن غايتك وهدفك، ونصيحة لك خالصة: كلما تعبت من المذاكرة انهضي واركعي لله ركعتين نافلة، وأطيلي السجود لله، فإن الوضوء مع الصلاة من أكثر الأمور المعينة على تجدد النشاط.

وفقك الله وقدر لك الخير، وأعانك وكتب لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً