الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى أن يكون زوجي بخيلاً معي..هل أكمل أم أنسحب؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مهندسة، متخرجة، تقدم لخطبتي شاب يكبرني بعام، وهو خريج أيضاً، اتفقنا منذ الرؤية الشرعية على فتح بيت، والتكفل بتكاليفه؛ لأنه وعائلته مقتدرون مادياً.

بعد الخطبة (عقد القران) مباشرةً سافر، واكتشفت بأنه يتهرب من الزيارات، أو من مسؤولياته تجاهي؛ لأنه يريدني أن أعمل وأتكفل بنفسي، وأعينه بالبيت (مع العلم أنه مقتدر جداً مادياً).

هو ليس بخيلاً في معاملاته خارج البيت، ومع الجيران، ومع أهله، لكنني متخوفة من أن يكون بخيلاً فقط معي، ولا أعرف لماذا يتصرف هكذا؟ وهل هذا الأمر سيستمر هكذا حتى بعد الزواج؟

تصارحنا بالموضوع كثيراً، لكن لا يوجد تغيير من طرفه، وأنا أشعر بأنني سأتعب كثيراً إذا كان سيتكل علي بهذه الطريقة.

يسافر كثيراً، ويرى أصدقاءه، ولا يقصر في ترفيه نفسه في الصرف عليها من لباس وطعام وغيره، لكنه لا يحسب حسابي في شيء، فإذا طلبت منه شيئاً يخبرني بأنه "مفلس"!، وإذا قبض الراتب يقول لي: طار الراتب، وأنا محتارة.

حتى أنه لا يتصل إلا كل أسبوعين مرةً أو كل أسبوع، ويخفف من زياراته، فلا يزورني إلا بعد الإلحاح عليه.

أرجو أن ترشدوني للصواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يهدي زوجك إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

نحن بدايةً لا نشجع إيقاف مشروع الزواج، وكذلك أيضاً لا نشجع تعمد أي من الطرفين لاختبار الآخر، ووضعه في اختبارات، ونحب أن نؤكد أن هذه الفترة لا تعطي قراءات صحيحةً؛ فأهل الفتاة يريدون أن يظهر الإنفاق والكرم على بنتهم، وأهل الزوج ربما يقولون له لا تضيع فلوسك، لا تحاول أن تصرف، إلى آخر هذه الكلمات، وبالتالي مثل هذه الاختبارات لا تكون دقيقةً.

لكن الذي ننصح به هو أن تتأكدي من صلاح الدين؛ فإذا كان الدين مرضياً، وأخلاقه جيدة، وأسرته كما قلت معروفة، ورضي أهلك به، فأرجو أن لا تقفي أمام مثل هذه الأمور، ومن المهم جداً أن يتذكر أن الزوج هو المسؤول عن الصرف والإنفاق، حتى لو كانت الزوجة غنيةً، هذا المعنى ينبغي أن يكون واضحاً أمامهم من الناحية الشرعية، بصرف النظر عن كونك تساعدينه أو لا؛ لأن الحقائق ينبغي أن تكون واضحة، ومن البداية لا بد أن يعرف كل إنسان دوره، فالرجل هو المسؤول عن النفقة، والمرأة إذا أنفقت وساعدت فهذا نوع من المعروف، وحسن المعاشرة منها، لكن الرجل الذي يجب عليه أن ينفق "لينفق ذو سعة من سعته" كما قال ربنا العظيم، "ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها"، فنسأل الله أن يعينكم على الخير.

ونفس الشيء ينطبق على مسألة الاتصالات من كثرتها وقلتها، إذا كان كريماً في تعاملاته مع الآخرين، فنتمنى أن يظهر ذلك، ويكون أكرم معك؛ لأن أفضل دينار هو الدينار الذي ينفقه الإنسان على أهله، وعموماً نحن لا نستعجل في الأمر، أو إيقاف هذا المشروع، أتمنى أن تعطي نفسك فرصةً، وأيضاً أرحامك رأيهم من الأهمية بمكان؛ لأنهم رجال وأعرف بالرجال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لما فيه المصلحة والخير، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً