الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي حالة من عدم الثقة بالنفس واهتزاز الشخصية.. ما تشخيصكم؟

السؤال

أعاني من حالة عدم ثقة بالنفس، واكتئاب، وشعور باهتزاز الشخصية، وإحساس بضعف التركيز، وعدم القدرة على أداء أي عمل، كذلك عدم الرضا عن وضعي ووظيفتي، وحياتي الحالية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

الأعراض التي ذكرتها -أيها الفاضل الكريم- ربما تكون بسبب تغيُّر المزاج، ولا ندري بداية هذه الأعراض متى كانت، فهل هي مزمنة؟ أم ظهرت حديثًا؟ وهل سبقتها أحداث حياتية تتعلّق بشخصك الكريم؟ أم متعلقة بالبيئة التي تعيش فيها، سواء كانت الأسرية أو الاجتماعية أو بيئة العمل التي تعمل فيها؟

فالأمر يتطلب منك الجلوس مع نفسك، ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الأعراض ومحاولة تصنيفها، إذا كانت أسباباً تتعلّق بصحتك الجسدية، مثل: اختلال في الهرمونات، كهرمون الغدة الدرقية، أو هرمونات الغدد الصماء، مثل: الأنسولين، وما إلى ذلك من الهرمونات، وكذلك أيضًا ربما يكون الأمر ناتجًا عن نقص في بعض الفيتامينات، أو ضعف في الدم عمومًا، فكل هذا يمكن أن يؤدي إلى عدم القدرة على أداء العمل أو النشاط اليومي، وضعف التركيز، وما إلى ذلك من الأعراض التي ذكرتها.

فإجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة ذلك يُعتبر الخطوة الأولى والمهمّة جدًّا، للتأكُّد من سلامة صحتك الجسدية.

وأمَّا الجانب النفسي أيضًا يتطلب معرفة المشكلات والصراعات والإحباطات التي مررت بها، بسبب عدم تحقيق الأهداف أو بسبب ضعف الإنجاز، أو بسبب مقارنة وضعك بالآخرين.

كذلك ينبغي التعرُّف على المخاوف التي تقف في طريقك بسبب ضعف الخبرات، أو بسبب تضخم الأحداث المتوقعة، ومعرفة أسباب عدم الرضا الوظيفي، هل قدراتك وإمكاناتك أعلى من ذلك؟ أم هناك سوء معاملة في بيئة العمل؟ أم أن المقابل المادي لا يفي ولا يُحقق الطموح؟

كل هذه الأسئلة ينبغي أن تسألها وتطرحها على نفسك، وتحاول تصنيفها والإجابة عنها، فالمطلوب منك - أيها الفاضل الكريم - هو الخروج من النفق المظلم ومن التفكير السلبي، والتفكير بأن التغيير ممكن، والعمل على كسر الروتين، بوضع خطط وأهداف جديدة لحياتك، والسعي لتحقيقها بما يتناسب مع قدراتك وإمكاناتك.

فنوصيك - أيها الفاضل الكريم - بالعمل على تنمية قدراتك ومهاراتك الشخصية الذاتية، فإذا حدث تغيير في نفسك حتمًا سيؤدي هذا التغيير إلى تغيير النظرة لنفسك، وكذلك تتغيّر نظرة الآخرين لك، فما زال الوقت لديك، وما زالت الفرص لديك، فما عليك إلَّا أن تضع وترسم خططًا جديدة لحياتك من أجل التغيير، وهناك العديد والكثير من الأمثلة في هذا المجال، فإن الناس يُغيرون من وضعهم الاجتماعي ووضعهم الوظيفي بإحداث تغيير في حياتهم الذاتية أو الشخصية.

ونوصيك -أيها الفاضل الكريم- بقراءة كتب المشاهير من العلماء والمفكرين، الذين تغلبوا على صعاب الحياة، والذين وصلوا إلى درجات عليا في العلوم وفي الاختراعات، وفي مجالات مختلفة، سواء كانت اجتماعية أو نفسية أو علمية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً