الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن الناس يتكلمون عني، فهل هي أوهام؟

السؤال

السلام عليكم.

لقد كنت مدمنًا للسباحة والعادة السرية بشكل يومي، وبصورة مفرطة لمدة سنة، وبعدها وفقني الله إلى أن قللت منها بشكل كبير، حيث لم تصل ممارساتي لها سوى عشر مرات فقط خلال عام ونصف، وقد مرت عشرة أيام بدون أن أمارسها -بفضل الله-.

الأمر الآخر: هو أني أخاف من الناس، وأشعر بأن أي ضحكة، أو غمزة، أو حركة يقوم بها أحد ما، فإنه يقصدني بتلك الحركة، فأتوتر وأقلق، ولم أكن هكذا قبل ذلك الإدمان!

لقد تحسنت حالتي كثيرًا، ولكن لا زالت هذه المشكلة تسبب لي بعض الإعاقة، فما هي نصيحتكم؟

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Imad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك بني عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

بني: إدمان السباحة: نعم، استمر عليه؛ فقد ورد في تعلم السباحة ما رواه الطبراني والنسائي وصحح الألباني إسناده -كما في صحيح الجامع- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو لهو ولعب إلا أربع: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشيه بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة) وجاء في الأثر "علموا أولادكم السباحة والرمي وركوب الخيل"، ومن الواضح أنك تعيش على البحر في المغرب، فعليك بهذه السباحة؛ فهي أمر جيد.

أما العادة السرية: فأحمد الله تعالى أن يسر لك أنك ضبطت الأمور بشكل كبير؛ فهذه بداية جيدة، وعليك الاستمرار في هذا؛ فهذا أمر طيب سيوفر لك الكثير من الوقت، والجهد، والتركيز على أمور أخرى في حياتك، وخاصةً أنك طالب جامعي.

أما ما ذكرت -أخي الفاضل- من أنك تخاف من الناس، وتشعر بأنهم ربما يغمزون بك، أو يتحدثون عنك، أو يقومون بحركة ما، ويقصدونك من هذا، أو إن ضحكوا فإنهم يضحكون عليك، كل هذه الأمور ربما تكون لها علاقة بالتوتر والقلق، فعندما تطمئن، وتمارس الرياضة، وتبذل جهدًا في الدراسة، فإن هذه الأعراض قد تزول، إلا أنها إذا استمرت فهنا قد تكون مؤشرًا لحالة ذهانية، فأرجو أن لا تتأخر أو تتردد في أخذ موعد مع طبيب نفسي عندكم؛ ليقوم بفحص الحالة النفسية، ويثبت أو ينفي وجود مرض نفسي -لا قدر الله-.

قد يكون ما وصفت في سؤالك إنما هو عرض لأمر نفسي قابل للعلاج، ولكن لا بد من التشخيص أولاً، وحاول أن تتجنب مثل هذه الأفكار من أن الناس يتقصدونك، ولكن إن استمرت أرجو أن تقوم بما نصحتك به، وهو مراجعة أحد الأطباء النفسيين، داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً